حشدت
جبهة النصرة قرابة 30 آلية عسكرية بينها راجمة صواريخ ومدفع 57، وقرابة 10 عربات شيلكا، وما يزيد عن 500 عنصر تابعين لها لمحاصرة قرية جوزيف في
جبل الزاوية في ريف
إدلب الجنوبي، ثم اقتحمت القرية على خلفية مشكلة تتعلق بإحدى المحطات الإذاعية.
وقالت مصادر خاصة في محافظة إدلب في حديث خاص لـ"عربي21"، إن السبب وراء اقتحام جبهة النصرة للقرية جاء بعد مشكلة نشبت بين أهالي قرية جوزيف وعناصر من جبهة النصرة بعد قدوم فريق من إذاعة "روزنة" التي تبث من العاصمة الفرنسية باريس"، حيث حاول فريق الإذاعة وضع برج ومحطة بث على قمة جبل "تل النبي أيوب" الذي يعدّ أعلى قمة في جبل الزاوية بالقرب من مرصد "أبو داود".
وتابعت المصادر أن عناصر من جبهة النصرة منعوا فريق الإذاعة من وضع البرج وإكمال عملهم، فنشب خلاف بين عناصر الجبهة و فريق مرصد "أبو داود"، الأمر الذي دفع عناصر النصرة لطلب مؤازرة لهم، للتمكن من إيقاف أعمال تركيب البرج الإذاعي.
واحتجز رتل من عناصر تنظيم النصرة فريق المرصد، وأربعة أشخاص كانوا متواجدين من أهالي القرية، فضلاً عن تحطيم معدات الإذاعة، واعتقال أحد الأشخاص العاملين في الإذاعة.
وعلى خلفية المشادات بين مجموعة من أهالي القرية وعناصر جبهة النصرة، حشدت الأخيرة قوة مدعومة بالأسلحة الثقيلة، واقتحمت القرية، ثم قامت بحملة اعتقالات طالت 16 شخصًا من عائلة "داود" والمقربين من المرصد، كما قامت باعتقال أكثر من 16 آخرين من أهالي القرية، فيما قتل أحد المدنيين في القرية ويدعى "فواز محمد حميدي"، عندما حاول الفرار إثر مداهمة عناصر الجبهة لمنزله، حيث أصيب برصاصة في بطنه أردته قتيلا، بحسب المصدر.
من جهته، قال الناشط "فاتح السلموني" إنه بعد منع جبهة النصرة فريق الإذاعة من تركيب برج للبث في قمة النبي أيوب، بحجة الدواعي الأمنية، تطوَّر الأمر إلى مشادات تخللها تدخل أحد الأشخاص العاملين في مرصد عسكري موجود في بلدة جوزيف، وقام بشتم جبهة النصرة، وسب الذات الإلهية وسب الدين، وذلك عبر الجهاز اللاسلكي العام، وبدأ يحرِّض أهل القرية على التصدي لمقاتلي جبهة النصرة الذين أتوا لاعتقاله، حسب قول الناشط.
وتابع: "خرجت عائلة آل داود وبادرت بالاشتباك مع رتل الجبهة الذي تمكّن في النهاية من قتل متزعم تلك العائلة، وفرّ أفرادها هاربين. وغادرت أرتال جبهة النصرة قرية جوزيف محدثة الفوضى بين الأهالي، وتم تسليم جثة القتيل لعائلته، ما تسبب بخروج مظاهرة شعبية حاشدة من أهالي القرية رفعت شعارات ضد جبهة النصرة وهتفت بخروجها من قريتهم".
ريف دمشق:
وفي سياق آخر، أطلقت جبهة النصرة الرصاص على مظاهرة نسائية في أغلبها، خرجت في بيت سحم الخاضع لسيطرة فصائل متعددة جنوب دمشق.
وقال "طحان"، وهو ناشط إعلامي من دمشق، في حديث خاص لـ"عربي21" إن مظاهرة من نساء وأهالي البلدة خرجت تنادي بفتح معبر ببيلا الذي أغلقته قوات النظام السوري منذ قرابة 13 يوما، ومنعت إدخال المواد الغذائية إلى البلدة، وذلك بعد اشتباكات بين قوات الأسد وجبهة النصرة.
ونادت النسوة في المظاهرة بفتح الطريق وخروج جبهة النصرة من بلدة بيت سحم احتجاجا على طريقة معاملتها للأهالي، بحسب الناشط، فقام أحد العناصر الأمنية في تنظيم جبهة النصرة بفتح الرصاص عشوائيا على مكان تواجد المظاهرة، ما أدى إلى مقتل "عدنان أبو بلال" بعد إصابته بالرصاص الحي مباشرة، وجرح آخرين.
وعمت الفوضى بلدة بيت سحم على إثر الحادثة، وانتشرت المظاهر المسلحة داخلها بالتزامن مع تشييع "أبو بلال"، ثم تدخل قادة من بعض الفصائل لحل النزاع بدعم من الهيئة الشرعية وعدد من مشايخ البلدة.