شارك العشرات من الشباب والنشطاء السياسيين الموريتانيين في تشييع جنازة رمزية للحرب على الفساد في بلادهم، معتبرين أن البلد باتت تُنهب ثرواته بشكل مفرط وخطير.
واختار النشطاء ساحة محاذية للقصر الرئاسي في وسط العاصمة نواكشوط للتشيع الرمزي لجنازة
الحرب على الفساد، قبل أن يخرجوا في مسيرة للتنديد بما سموه انتشار الفساد بين موظفي الدولة، وسيطرة دائرة ضيقة على اقتصاد البلاد وثرواتها.
واعتبر مشاركون في التشييع أن هذه الخطوة تأتي بهدف التنديد بـ"مستوى الجرأة" الذي ظهر عند بعض من سمَّوْهم بالمفسدين، على حد تعبيرهم، مشيرين إلى حديث مسؤول بارز في السلطة خلال مهرجان جماهيري وأمام الجميع عن فساده، من خلال اعترافه شخصيا بسرقة أموال طائلة تصل مليارات الأوقية.
ودعا النشطاء الشعب الموريتاني إلى انتفاضة شاملة لمواجهة الفساد، مطالبين بمحاكمات علنية لعدد من المسؤولين الموريتانيين.
وقال الناشط الشيخ ولد أحمد، لـ"عربي21"، إن "الشباب الموريتاني بات يشعر أن مستقبله ضائع في ظل نهب مستمر للثروة دون أن يقابل ذلك أي تطور أو استثمار في البنية التحية أو التعليم أو الصحة"، مضيفا أن أموال البلد تصرف في الغالب خلال العطل السنوية للمسؤولين في فنادق أوروبا.
ويأتي التشييع الرمزي للحرب على الفساد بالتزامن مع تقرير لمنظمة الشفافية العالمية صنّف
موريتانيا في المتربة 124 عالميا بمؤشر الشفافية العالمي الذي تصدره المنظمة.
ويرفع الرئيس الموريتاني
محمد ولد عبد العزيز منذ وصوله للسلطة شعار "الحرب على الفساد" وسبق أن مَثُل رجال أعمال أمام القضاء في قضايا لها علاقة بالفساد قبل سنوات، غير أن البعض صنف ذلك بأنه مجرد انتقام من بعض رجال الأعمال ممن عارضوا النظام.
وطالبت أحزاب سياسية في بيان مشترك لها الثلاثاء، بإجراء تحقيق شامل، فيما اعتبره البيان فسادا ينخر جسم الدولة.
وتقول المعارضة إن "الرئيس ولد عبد العزيز نفسه وبعض مقربيه ضالعون في تبييض أموال، والاستحواذ على مبالغ مالية تقدر بالمليارات من الأوقية"، على حد تعبيرهم.
وينفي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز من حين لآخر ما تتحدث عنه المعارضة من فساد، إذ يعتبر أنه حقق تقدما مهما في موضوع الحرب على الفساد التي رفعها شعارًا في جميع الحملات الانتخابية طيلة السنوات الماضية.