صحافة دولية

الأمير حسن بن طلال: الاعتراف بدولة فلسطينية "غاية العبثية"

الأمير الحسن بن طلال: إن ما تمر به المنطقة اليوم شبيه بالحرب العالمية الأولى - أرشيفية
نشر موقع "هفنغتون بوست" مقابلة أجراها الصحافي والروائي الإيطالي ألين إلكان مع الأمير حسن بن طلال في لندن، قال فيها الأمير إن ما تمر به منطقة الشرق الأوسط اليوم شبيه بالحرب العالمية الأولى.

وردا على السؤال عن جهوده في إيجاد مجتمع مسكوني لمعالجة مشاكل الشرق الأوسط، قال: إنه يشعر بأن الأصوات القادمة من المنطقة بدأت تؤثر، وإنه سيعود لروما ليحضر اجتماعا للمجلس البابوي يحضره كاثوليك وانجليكان، ويحضره سنة وشيعة.

وأضاف الأمير إنه يشعر بأن الدعوة للعدالة، التي هي دعوة لتمكين الناس عن طريق المواطنة، بدأت تلقى قبولا في المجتمع المسكوني الأوسع، حيث قال إنه التقى بالمطران ولبي، وتحدث في مجلس اللوردات حول الموضوع. 

وقال الأمير: "قرر البرلمان البريطاني بعد وعد بلفور بعقود أن يعترف بدولة فلسطين، وكذلك فعلت حكومة السويد والبرلمان الفرنسي .. ولكن يمكنك القول بأن هذا ليس فقط قليلا جدا ومتأخرا جدا، ولكنه أيضا غاية العبثية؛ لأن المشكلة ليست مشكلة الاعتراف بمجموعة عرقية جديدة، ولكن المشكلة هي نقص المواطنة التي يعاني منها هؤلاء الناس، وأذكر على سبيل المثال العرب في القدس، حيث مواطنتهم مرتبطة بهوى وزير الداخلية الإسرائيلي". 

وإجابة على سؤال حول إمكانية التعايش السلمي، قال الأمير إن هناك أفكارا إيجابية كثيرة بدأت تخرج من المنطقة لأول مرة منذ زمن طويل، وهناك من يستمع لها، وقال إنه تم انشاء منتدى غرب آسيا وشمال أفريقيا، وتم الاتصال باتحادات المحامين في أنحاء العالم، وبدأ الناس يطورون أفكارا حول حكم القانون، والأخير لا يعني فقط صندوق الاقتراع، ولا اتفاقيات تأخذ منها ما يناسبك وتترك ما لا يناسبك، ولكن حكم القانون هو الذي يحمي المواطنين جميعا، يعني الاعتراف، ولأول مرة، بالفروق بين شراكة المواطن وشراكة اللاجئ. ويذكر أن هناك 45 مليون مصري في منطقة الدلتا سيضطرهم غرق الدلتا إلى الهجرة لمناطق أخرى، ولا أحد يقوم بشيء للتخفيف من المشكلة. 

ويضيف الأمير "أقترح أن ينتقل التركيز من القنابل والنفط إلى المواطنين على أساس أنهم عنصر الاستقرار الأهم، فلعل اقتراح مخطط استقرار للمنطقة يقوم على هذا المبدأ يكتب له النجاح.. فما نحتاجه هو المواطنة وليس القومية، وكما قال تشرتشل عام 1946 (نحتاج إلى صيغة أوسع للوطنية).. ولا تقل لي أن واشنطن أو بروكسل أو روما كانت تعرف شيئا عن اليزيدين أو كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك أو المسيحيين المارونيين قبل فترة قصيرة وهم يريدون الآن حماية الأقليات، يجب حماية الأقلية والأكثرية مواطنين متساوين".

وعندما سئل عما تغير منذ العام الماضي، قال: "إن الفساد المتفشي أكبر المشاكل في المنطقة باستثناء تونس، بالإضافة إلى ضعف في الحكم والمؤسسات، لذلك أركز على أهمية الحوار بين السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني.. فالمشكلة هي أن شعارات الربيع العربي، الذي بدأ في 2011، لم تتعد كونها شعارات، ديمقراطية وحرية.. فالأهم من الديمقراطية أظن أن الناس يطالبون بفرص متساوية". 

ويتابع: "في بلدي كان هناك 7-8 ملايين نسمة عندما التقيتك العام الماضي، واليوم هناك حوالي 11 مليون، ومنذ عام 2011 ولد في الأردن 32000 طفل سوري، ومع عدم وجود سياسة لتمكينهم من المشاركة بعد عدة سنوات سيكون هؤلاء جنودا جاهزين لـ(داعش)".

ويجد الأمير أن "أوباما يسعى لتحجيم الإمكانيات الجوية السورية لـ 75 كم من الحدود السورية أو 20 كم منطقة عازلة في غزة،  ولكن القضية هي قضية مياه جوفية ومناطق تجارة حرة حتى يصبح لديك مواطنة، فمتى يدرك الناس أن المواطنة هي أساس الاستقرار من عدمه؟ ولكن وبدلا من ذلك تسيرنا العوامل التي تحظى بشعبية". 

وعند سؤاله إن كان تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" يسبب إشكالا في الأردن، قال "إن من يلتحقون بـ(داعش) يفعلون ذلك بسبب غياب الهوية، فإن كان الناس عاطلين عن العمل ويهانون فسيلتحقون بـ(داعش) .. إن في داعش عدة مكونات؛ فهو يضم عناصر جيش البعث المنحل والسلفيين". 

ويذهب الأمير إلى أنه في العراق تتم إدارة "داعش" وتدريب عناصره من النظام القديم، وللتنظيم موطئ قدم في شمال سوريا وشمال العراق، مبينا "لذلك أعتقد أن تعليقات ديمنستورا مهمة، عندما تحدث عن حلب مدينة مفتوحة، وأظن أنه من المهم أن تكون الموصل أيضا مدينة مفتوحة تعيش فيها الأقليات كلها". 

وشبه الأمير الأوضاع الحالية بالحرب العالمية الأولى، وأشار إلى وصف البابا لما يحصل هذه الأيام بحرب عالمية ثالثة "بالتقسيط"؛ لأن هناك صراعات في المناطق كلها، ويقول كان عليهم أن يتحاربوا من 1914 إلى 1918 ليذهبوا بعدها إلى مؤتمر سلام في فرساي، ويتساءل: هل يمكن أن نرى مؤتمرا يركز على غرب آسيا؟ 

ويخلص الأمير إلى أن القصف لا يحل المشكلة، بل يولد حالة عند الناس تشجعهم على الانضمام لتنظيم الدولة، وعندما سئل عن إمكانية الحديث مع أناس من التنظيم، قال "نحن في منتدى الفكر العربي منفتحون على الجميع، ونرحب بالحوار مع الجميع".