نشر حساب على التويتر تابع لتنظيم
القاعدة في
اليمن سيرة حياة سمير
خان (1985-2011)، مؤسس المجلة الإلكترونية التابعة للتنظيم في اليمن، والناطقة باللغة الإنجليزية – "
إنسباير/ إلهام".
ووصف الحساب خان بإنه "مجاهد أميركي- باكستاني"، وهو مواطن أميركي يعرف في الدوائر الجهادية باسم أبو القعقاع الأميركي، وقتل في غارة أميركية بطائرة دون طيار في 30 أيلول/ سبتمبر 2011 إلى جانب الناشط الأميركي- اليمني الشيخ أنور العولقي.
وبحسب السيرة الذاتية، فقد ولد خان في السعودية عام 1985، وقضى شبابه في منطقة ويستبري – نيويورك. وكان في السادسة عشرة من عمره عندما حدثت هجمات أيلول/ سبتمبر 2001، التي ألقى فيها خان المسؤولية على سياسات الولايات المتحدة.
ويشير الحساب إلى أنه بعد الهجمات قيل إنه رفض ترديد قسم الولاء، وانشغل في الكتابة لمجلة المدرسة، وهي تجربة ساعدته لاحقا في كتابة ونشر "تأملات جهادية"، التي سبقت نشر مجلة "إنسباير"، وقد أصدر العدد الأول منها عام 2009. وأعلن فيها "أخذنا على عاتقنا مسؤولية إصدار أول مجلة جهادية باللغة الإنجليزية".
وبدأ خان مدونة خاصة له باسم "شهيد إن شاء الله"، وهو ما جذب إليه انتباه المخابرات الأميركية، حسب سيرته.
ويقول موقع "لونغ وور جورنال" إن المحللين لدى المخابرات الأميركية لاحظوا تشابها بين مدونة خان والمجلة التي نشرها فيما بعد باسم "إنسباير".
ويبين الموقع أن مدونة خان جذبت اهتماما إعلاميا واسعا، فقد عرف أنه يجب أن يتبع القوانين المتعلقة بحرية التعبير، ولكنه في الوقت ذاته عرف أن الحقيقة لن تصل للجماهير طالما لم يكن فوق القانون.
ولهذا السبب انتقل إلى مدينة صنعاء في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2009، وهي الفترة التي نشر فيها آخر تأملاته الجهادية على الإنترنت.
وتقول سيرته إنه عمل أولا مدرسا، ورغم ملاحقة مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي أي) له، إلا أنه "نجح بالانضمام للإخوة المجاهدين، وقام الشيخ أنور العولقي بالإشراف عليه، واستطاع من خلاله الاتصال بعدد من الدوائر الجهادية".
ويلفت الحساب إلى أن خان قام بنشر مجلته "إنسباير" في اليمن، وصدر العدد الأول منها في صيف عام 2010، وأكدت السلطات الأميركية أن هذا حصل بعد وصوله لليمن، وتم تنسيق جهوده الإعلامية مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وتكشف سيرته أنه أصدر "إنسباير" امتدادا لجهوده في "تأملات جهادية"، وهي مجلة وصفها بأنها كابوس للأميركيين. وحرر خان منها ثمانية أعداد، وكتب مقالات باسمه، منها مقالته الشهيرة "كيف تعد قنبلة في مطبخ أمك؟".
ويذكر الحساب أن المجلة أثنت على قادة تنظيم القاعدة من أسامة بن لادن إلى أيمن الظواهري، واحتوت على خطب قادة الجهاد مثل أنور العولقي. ودعت الأفراد للتخطيط للعمليات ضد أميركا، وقدمت عدة أساليب لكيفية تنفيذ الهجمات.
ويشرح بأنه في آخر أعداد المجلة (12)، الذي صدر في آذار/ مارس 2014، كرست المجلة جزءا كبيرا من مساحتها لما تسميه قاعدة اليمن "مصادر الجهاد المفتوحة"، حيث قدمت سلسلة من التعليمات للجهاديين الأفراد ممن لم يتمكنوا من الحصول على تدريب عسكري رسمي.
وتشير سيرته بشكل محدد لمقال كتبه خان في العدد الثاني من "إنسباير"، والذي عبر فيه عن فخره بأنه يكون "خائنا أميركيا".
وبعد ذلك تقدم السيرة مجموعة من الدروس من حياة خان، حيث جاء فيها "سمير كان مثلكم، فقد حنّ للهجرة"، في إشارة لهجرة الرسول الأعظم من مكة إلى المدينة. وبعد هجرة سمير إلى اليمن "فقد كان شاهدا على مرحلة مهمة من مراحل الجهاد، واكتشف أنها أحسن طريق لأميركي مسلم مثله".
وتنتهي سيرة خان بالحديث عن مقتله مع العولقي في بلدة الجوف شمالي اليمن، وذلك بعد غارة جوية بطائرة دون طيار "وسيتذكره المجاهدون شهيدا للقلم والتخطيط"، مضيفة "مات الخائن لأميركا في خدمة الإسلام".
وبحسب تنظيم القاعدة في اليمن فما تركه خان من إرث هو مشاركته "بإحياء مفهوم الجهاد". وتختم السيرة بعبارة "سمير خان الصحافي الذي أصبح ناشطا، والناشط الذي أصبح مجاهدا، والذي أصبح شهيدا".
وكان مقتل كل من العولقي وخان بمثابة الضربة القوية التي تلقاها تنظيم القاعدة في ذلك الوقت. وعلق مستشار الأمن القومي السابق فران تاونسيند بالقول "كان خان استثنائيا كونه مثل العولقي، كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وله جاذبية وتأثير على العقل الغربي، وكان يعرف أساليب الكتابة، ولديه مقدرة تقنية لاستخدام الإنترنت".
ولهذا فقد شكلت وفاة خان مشكلة حقيقية للتنظيم وجهوده الموجهة لتجنيد ناشطين غربيين. ففي الملحق الذي أصدره مع مجله "إنسباير" في الذكرى العاشرة لهجمات 9/11 اقتبس خان من كلام زعيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي، الذي قال "الإعلام هو نصف الجهاد".