صحافة دولية

التايمز: قاتل بن لادن مخطئ بالكشف عن نفسه

التايمز: أونيل خرق القوانين وقد يتعرض لمحاكمة - فيس بوك
ناقشت صحيفة "التايمز" البريطانية قضية الكشف عن الجندي الأميركي من وحدة الفقمات البحرية، قاتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، ودعمت موقف الإدارة الأميركية التي احتجت على الكشف عن اسمه. في احتجاج واضح على الفيلم الوثائقي الذي ستبثه قناة فوكس نيوز الأسبوع المقبل. 

وتقول الصحيفة إن إعلان اسم الجندي جاء خلافا للتقليد المتعارف عليه في الاستخبارات والعمليات الخاصة، وهو الإبقاء على أسماء العملاء والجنود سرا. ففي 2 أيار/ مايو 2001 أعلن الرئيس باراك أوباما في الساعات الأولى من الصباح عن قتل بن لادن، وعلق على عمل المنفذين بالقول "لا يرى الأميركيون عملهم ولا أسماءهم أيضا". 

وتعلق التايمز "هذا ليس صحيحا، فبعد ثلاثة أعوام، تم الكشف عن اسم جندي سابق في وحدة الفقمات وهو روبرت أونيل، في فيلم وثائقي، وفيه سيزعم بأنه الجندي الذي أطلق الرصاصات التي قتلت زعيم القاعدة".

وتضيف الصحيفة أن قصة أونيل "تعتبر من أكثر القصص المؤثرة في كتب الحروب، وبالتأكيد سيكسب الكثير من خلال إعادة سردها، مع أنه كان يجب عليه أن يحافظ على سره".

وتشير الصحيفة إلى أن "جنود القوات الخاصة يلعبون دورا مهما في الحرب ضد الإرهاب، والسرية مهمة حتى تعطي الحرب ثمارها. ويوقع جنود القوات الخاصة على وعود تجعلهم عرضة للمحاسبة القانونية للحفاظ على عملهم بعيدا عن عين الرأي العام".

ويبين التقرير أن أونيل ترك البحرية الأميركية قبل ثلاثة أعوام، ويعمل الآن في مجال التحفيز الخطابي- الحوار تحت اسم مثير للتناقض الظاهري "أبدا لا تستقيل". وكان على ما يبدو جنديا استثنائيا، فقد حصل على 24 تكريما لشجاعته في المعارك في العراق وأفغانستان. وكان في مقدمة الفرقة البحرية التي أرسلت لإنقاذ كابتن ناقلة النفط الأميركية "يو أس أس بينبريدج"، الكابتن ريتشارد فيلبيس، التي اختطفها قراصنة صوماليون، عام 2009 وثاني جندي يدخل غرفة نوم بن لادن بعد عامين.

وتكشف الصحيفة أن اللقاءات معه في الفيلم، التي ستقدمه للأميركيين في الأسبوع المقبل ليست الأولى، ففي العام الماضي كان موضوعا لتقرير صحافي نشرته مجلة قدمته بأنه "القناص"، الذي أطلق النار على بن لادن. وكانت الساعات الأخيرة لزعيم القاعدة موضوعا لفيلم "زيرو دارك ثيرتي"، وتم وصف العملية في كتب قدمها مشاركون آخرون في العملية. وهناك شكوك حول مزاعم أونيل وأن رصاصته هي التي قتلت بن لادن، وهي شكوك أثارها مشارك آخر اسمه مات بيسوني.

وترى الصحيفة أن "شجارات كهذه هي خرق واضح للقانون وللوعود التي قطعها هؤلاء، ولكن ما يثير القلق هي الآثار العملية، فقد قدموا مثالا سيئا لكل من يريد أن يحذوا حذوهم وينضم للقوات الخاصة؛ لأن نجاح العمليات الخاصة يعتمد على روح العمل الجماعي والثقة المتبادلة. والمهم هو أن العمل في العمليات الخاصة يقتضي من الجندي سرية تامة وطوال حياته، بحيث يسمح لهم بالعمل في مناطق لا يمكن للقوات النظامية الوصول إليها".

وينقل التقرير عن فان كلاوفيتز، المنظر العسكري، قوله "الحرب هي مواصلة للسياسة، ولكن بطرق أخرى. ومن هنا فالقوات الخاصة هي رأس الحربة في آلة الحرب وعندما يعصون الأوامر حتى بعد نهاية العملية فإنهم يعرضون السياسة للخطر، والغارة على بيت بن لادن مثال واضح".

ويجد كلاوفيتز أنه "بالأساس كانت العملية انتصارا مهما على القاعدة من ناحية التخطيط والتنفيذ. وفي حالة شجار من قاموا بعملية القتل الفوري فإن هذا يعطي ذخيرة للمدافعين عن الإرهاب"، بحسب الصحيفة.

وتتساءل الصحيفة ما هي أسباب أونيل للكشف عن اسمه؟، وتجيب بأنها أسباب شخصية، ومحاولة للتحكم بالقصة.
 
وتوضح "يقال إن السيد أونيل غاضب على حرمانه من المزايا العسكرية الكاملة؛ لأنه ترك الجيش بعد 16 عاما من الخدمة وليس 20 عاما، وهي المدة القانونية لتلقي التقاعد بشكل كامل. ويقال إنه يريد (التحكم) في القصة التي ستتسرب في يوم ما، ولكنه مخطئ في الكشف عن اسمه. فهو وإن قام بأداء دور مهم في ظروف بالغة الخطورة لكن النجاح لا يعطيه الحق في كسر القوانين. وقام بخرقها الآن وقد يتعرض لمحاكمة، وإن حدث فعليه ألا يلوم غير نفسه".