على غير المتوقع، اتحدت جميع الأطراف المختلفة في
السعودية، على انتقاد حادثة
الأحساء، التي قتل فيها خمسة سعوديين من الطائفة الشيعية، أثناء إحيائهم ذكرى عاشوراء "استشهاد الحسين" في حوزة بقرية
الدالوة مساء أمس الاثنين شرق الرياض.
فرغم المعركة الإعلامية الكبيرة، والتحشيد الهائل من قبل علماء، وإعلاميي
السنة، والشيعة، ضد بعضهم البعض، في الفترة السابقة، إلا أن جل "المشاهير" من "السنة"، انتقدوا حادثة "الإحساء"، ووصفوها بالعمل الإرهابي.
الداعية الإسلامي المعروف سلمان العودة، غرد في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلاً: "الجريمة مدانة لدى جميع العقلاء أيا كان مصدرها وباعثها، والحديث عن تفصيلاتها مرهون بتوفر معلومات صحيحة".
وأضاف العودة: "كفى تمزقاً في نسيج الأمة الواحدة التي تعايشت قروناً طويلة رغم خلافاتها..الأمة متحدة ضد الفتنة"
بدوره دعا المفكر الإسلامي عوض القرني إلى التعايش السلمي بين السنة والشيعة، قائلاً: "ما حدث في الأحساء جريمة قتل لأنفس وإراقة لدماء بغير حق، نستنكره ديانة بلا تردد، ومصلحة بلا شك، للحفاظ على وحدتنا وأمننا ومن فعل ذلك ففعله حرام مجرَّم".
الكاتب المعتدل خالد العلكمي، أدان بشدة حادثة الإحساء، إلا أنه انتقد "
الشيعة"، الذين باركوا عملية قتل رجال الأمن في منطقة العوامية في وقت سابق (معقل شيعة السعودية)، معتبراً العملين إرهابيين.
وأضاف العلكمي: "رجال الأمن الذين استشهدوا في مطاردة المتورطين في إطلاق نار الإحساء، تسعة من زملائهم استشهدوا في العوامية على يد إرهابيين سماهم البعض شهداء!".
إمام الحرم المكي، الشيخ سعود الشريم، وصف حادثة الإحساء بأنها "لعب بأمن البلد"، وأضاف التشويش بإلقاء التهم والتصنيف في قضية أمنية قبل صدور التحقيق الرسمي دليل ضحالة التفكير وطيشه!!..".وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به..)".
وطالب الكاتب الليبرالي يوسف أبا الخيل، بمحاسبة من وصفهم بـ"الإرهابيين"، المحرضين على قتل "الشيعة"، قائلاً: "جل التعليقات التي تلي الحوادث الإرهابية تؤكد على حرمة الدماء! كلنا نعلم ذلك، لكن الإرهابيين يقولون: نحن نقتل أناسا ليسوا معصومي الدماء!".
الكاتب في صحيفة الجزيرة السعودية محمد آل الشيخ، طالب باستخدام القوة مع "الإسلاميين"، بمختلف توجهاتهم، قائلاً: "خرافة (إمساك العصا من منتصفها) والتراخي مع المتأسلمين أوصلتنا إلى هذه المرحلة الخطيرة، لم يبق إلا (الكي): الضرب بيد من فولاذ وأولهم مشايخهم".
بدوره اتهم الكاتب عبدالله العجيمي، "الليبراليين"، و"الجامية"، باستغلال حادثة الإحساء في تأجيج الطائفية، مغرداً :"الليبروجامية: إن كان الجاني سنيا اتهموا الأخيار بالطائفية والدعشنة وإن كان الجاني رافضيا قالوا: متحالفون مع إيران"
وأطلق الكاتب الشيعي (الليبرالي) توفيق السيف هاشتاج "#الاحساء_سنة_شيعة_ضد_الفتنة".
وغرد الإعلامي المعروف جمال خاشقجي قائلا: "يتنادى العقلاء "الأحساء متحدة ضد الفتنة"، لكن الفتنة يشعلها المتعصبون ويقع فيها العامة".