توعدت كتيبة عقبة بن نافع الجهادية المسلحة بشن هجوم جديد في تونس والرد على ما وصفته بـ"انتهاكات الطواغيت" من قوات الأمن والجيش التونسيين، على حد قولهم.
جاء ذلك في إصدار مرئي يعتبر الأول من نوعه للجماعة المتمركزة بجبال الشعانبي بالمنطقة الحدودية بين تونس والجزائر.
من ناحيتهم، أكد مسؤولون تونسيون في أكثر من مناسبة وجود "تهديدات إرهابية تستهدف المسار الانتقالي في تونس" قبل الانتخابات التشريعية التي ستنظمها البلاد يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
في حين، نشرت صفحات محسوبة على التيار السلفي الجهادي في تونس صباح الخميس، مقطع فيديو ظهر به مجموعة من الملثمين المسلحين تم تصويره فيما يبدو بواسطة هاتف جوال.
وشدد المتحدث في الفيديو خلال الرسالة أن صمت جماعة عقبة بن نافع لن يدوم طويلا، في إشارة منه إلى إمكانية شنها هجوم مسلح جديد.
ومن المعلوم أن الأمن والجيش التونسيين يطاردان منذ نحو عامين مقاتلي كتيبة عقبة بن نافع بالمناطق الحدودية بين تونس والجزائر، بينما تورطت الكتيبة في عمليات اغتيال طالت وحدات من الجيش والحرس التونسيين.
وتعليقا على محتوى الفيديو، قال الباحث بوحدة دراسة الظاهرة السلفية بالمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية سامي براهم في مقابلة مع "عربي 21" : "إن كل المؤشرات ترجح أن الخطاب الوارد بالفيديو على علاقة بالتيار السلفي الجهادي لانسجامه مع مضامين هذا التيار واعتماده المرجعيات اللفظية نفسها، لكنه يرى أن الجزم غير ممكن وأن إمكانية افتعاله تبقى واردة.
ورجح براهم أن يكون المتحدث خلال مقطع الفيديو جزائريا نظرا للكنته، إضافة إلى ذكره لبعض المعطيات الخاطئة المتعلقة بالواقع التونسي.
بدورها، أكدت وزارة الداخلية التونسية في وقت سابق أن كتيبة عقبة بن نافع تتكون من عناصر جهادية تونسية وجزائرية وأخرى من جنسيات أفريقية مختلفة.
الهدف إرباك المسار الانتقالي في تونس
واعتبر الباحث في الظاهرة السلفية سامي براهم التهديدات التي وردت في الفيديو جدية، موضحا أن أجندة التيار السلفي الجهادي في تونس تتمثل في "إرباك الاستقرار واستغلال أو إحداث الفوضى، منوها إلى أن أدبياتهم قائمة على أساس أن الفوضى هي المدخل الأساسي لبناء الشروط الموضوعية لإقامة دولة الخلافة وإقامة الإمارات التابعة لها".
وأضاف "الغاية من نشر شريط الفيديو تتمثل أساسا في إرباك المسار الانتقالي في تونس ونشر الخوف".
وتابع أن إرباك المسار الانتقالي "مصلحة مشتركة بين التيار السلفي المتطرف وبين التيار الانقلابي على الثورة في تونس والمدعوم على المستوى الإقليمي".
وفسر براهم قائلا: "إن التيار الجهادي في تونس راهن على ما يسمى بالحاضنة الاجتماعية، لكنها لم تتوفر فالتجئوا إلى القيام بعمليات تستهدف الأمن والعسكر لاستدراجهم للقيام برد الفعل والقيام بتجاوزات من شأنها أن تدعم عدد المتعاطفين معهم".