اختصر الشاب السوري "محمد" معاناته على
الحدود اللبنانية، قائلا إن "السوريين يتعرضون لإهانات لا متناهية هناك"، مبينا أن الدخول إلى لبنان بات شبه مستحيل، بعد أن كان أسهل الطرق للخروج من
سوريا.
وأضاف محمد لـ"عربي 21" أن "حافلات بأكملها أعادها الأمن اللبناني القائم على الحدود إلى سوريا، على الرغم من أنها تقل الكثير من العائلات النازحة التي لا ملجأ لها، وخاصة أولئك الذي يأتون من المحافظات الشرقية في سوريا".
ويروي أن العديد من العائلات ينتظرون ساعات طويلة بعد تسليم جواز سفرهم للأمن اللبناني، ليخرج عليهم الضابط ويخبرهم بأنهم منعوا من الدخول مدة قد تصل إلى عام كامل، وقد يتسبب النقاش مع الضابط المسؤول أحيانا بخسارة جواز
السفر بسبب "شخابيط" الضابط عليه، على حد قوله.
وتابع محمد بأن "تذكرة السفر بالطائرة من مطار بيروت إلى أي بلد آخر وفي موعد قريب، قد تكون أضمن طريقة لإقناع الأمن اللبناني لتجاوز الحدود باستثناء أبناء المحافظات الشرقية، في الوقت الذي تكون فيه أكبر الفرص هي لأبناء العاصمة دمشق، إضافة لارتباطها بمزاجية الضابط المسؤول، وحكمه على شكل المسافر، وهو الأمر الذي لا يعفي المسافر من الإهانة والذل كغيره من السوريين".
وتمنع قوات الأمن اللبنانية أغلب السوريين المتوجهين إلى لبنان من الدخول حتى وإن كان هدفهم السفر من مطار بيروت إلى بلد اخر، ما أدى لتزايد أعداد السوريين الواقفين على الحدود الفاصلة بين البلدين في انتظار إذن الدخول بشكل يومي، بحسب ناشطين.
وقال أحد الناشطين إن أغلب السوريين يعودون أدراجهم بعد منعهم من الدخول، ومعاملته بطريقة مهينة جدا، حيث لا يوجد قانون يضبط دخول السوريين للأراضي اللبنانية حاليا، حيث يرتبط إذن الدخول بمزاجية ضباط الأمن اللبنانيين المسؤولين عن ذلك.
ويشكل لبنان الملجأ الآمن للكثير من السوريين في ظل الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد، باعتباره البلد العربي الوحيد الذي يستقبل السوريين الخارجين من بلادهم عادة دون إجراءات صعبة أو جوازات سفر، لكن بعد أزمة عرسال أصبح السوريون يتعرضون لمضايقات في لبنان، مع العلم أن أغلبهم من المطلوبين للنظام السوري ولا يستطيعون العودة إلى بلادهم، ولا يحمل معظمهم جوازات سفر للخروج من لبنان.