ضمن ردود الفعل الغاضبة من تصريحات الممثل المصري يوسف شعبان، الذي اعتبر المغاربة "شعب يهودي"، تأسف رئيس جمعية نقاد السينما بالمغرب خليل الدامون، لما عبر عنه شعبان، داعيا إياه في تصريح لـ "عربي21" إلى ضرورة الانتباه لما يتلفظ به.
وأضاف مدرس مادة النقد السينمائي، للموقع "يبدوا أن يوسف شعبان كان في حالة غير طبيعة وهو يدلي بتصريحاته، ولعله كان مخمورا، خاصة المغرب يرحب به ربما كان مخمورا في حالة طبيعة".
وحسب أكثر من ملاحظ فإن يوسف شعبان ربما لم يكن في حالة طبيعية وهو يحل ضيفا على برنامج "البلد اليوم" الذي يبث على قناة "البلد" المصرية، مدللين على ذلك بطريقة كلامه وأيضا بهاتفه الذي ظل يرن لمدة طويلة بالبرنامج دون أن يوقفه.
ولم يتوقف الناقد السينمائي الدامون عن التعبير عن استغرابه من الواقعة، مصرحا للموقع بأن عدد من المصريين يحاولون إلصاق كل ما يقع داخل مصر (أم الدنيا) بجهات خارجية، وأنه في هذا الإطار تندرج إساءة يوسف شعبان وأماني الخياط وغيرهم.
وقال الدامون إن مثل هذه الحالات اتجاه المغرب تظل شاذة، ونصح الممثل يوسف شعبان بالقول "عليه أن يحتاط في ما يقول وإلا فإنه لا يصبح شخصا مسؤولا".
وبالعودة لتصريح شعبان الذي قوبل باستهجان واسع بالمغرب، فقد اعتبر فيه، أن جل سكان المغرب يهود من خلال قوله بأن "ثمانية من كل عشرة مغاربة هم يهود".
وفيما لم تصفو الأجواء بعد بين الرباط والقاهرة على خلفية الإساءة التي كانت قد وجهتها للمغرب الإعلامية المصرية أماني الخياط، تابع شعبان حديثه في خضم تهجمه على جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بالقول "إن الإمام حسن البنا قدم لمصر من المغرب وأن "ديانة المغاربة اليهود" تسمح لهم بالادعاء بأنهم مسلمون كما يفعل المغاربة على حد قول يوسف شعبان.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي من المغاربة الغاضبين، اعتبروا الإساءات المصرية المتتالية للمغرب لم تعد تطاق، وصبوا جم غضبهم على الممثل يوسف شعبان، مستحضرين الإساءات السابقة والتي تجاوزت الثلاث إساءات. رابطين بين تلك الإساءات وما تقوم به "سلطات الانقلاب" في مصر اليوم.
وتساءل أكثر من مغربي عن السر وراء استهداف عدد من وجوه الفن والإعلام المصريين للمغرب، وحول التوتر الذي قد يفضي له هذا الاستهداف في العلاقات بين الرباط والقاهرة.
فبعد أن احتج المغرب بشكل رسمي على الإساءة للمغاربة الأمازيغ في مسلسل "تفاحة آدام" والذي اتهمهم بالسحر والشعوذة وتصريحات الإعلامية أماني الخياط، جاء بعدها فيم "فيفا أطاطا" ليكرر الإساءة في إحدى حلقاته بوضع العلم المغربي على جسد إحدى الراقصات وهي شبه عارية، قبل أن يتفاجأ المتتبعون بالتصريح الأخير لمصطفى شعبان.
بعض مرتادي "الفيسبوك" أعابوا على الجهة المنظمة لمهرجان الدار البيضاء للأفلام الوثائقية والذين قاموا السنة الماضية بتكريم المصري يوسف شعبان، معتبرين تهكما أن ما قام به يدخل في إطار رد الجميل.
ويشار في هذا الصدد إلى أن اليهود المغاربة هاجر جلهم لدول مختلفة على رأسها كيان الاحتلال الإسرائيلي وأن عددهم لم يتجاوز 250 ألف سنة 1940، أما الآن فإن مجمل عدد اليهود بالمغرب لا يتجاوز 10 آلاف يهودي، وأغلبهم غير مقيم بصفة منتظمة كما تطرقت لذلك العديد من الدراسات والأبحاث التاريخية.