صحافة إسرائيلية

صحيفة إسرائيلية تتساءل عن جدية حرب اوباما ضد داعش

أوباما يسير إلى منزلق سلس من تدخل محدود إلى حرب ضد داعش (أرشيفية) ـ أ ف ب
طرح الخبير الإسرائيلي شموئيل روزنر تساؤلات كثيرة عن مدى جدية أوباما في الحرب ضد داعش وإلى أي قدر مستعد هو للسير فيها.

وأكد روزنر في مقالته لمعاريف، الأحد، أنّ الخطاب الذي أعلن فيه أوباما عن خطته لمستقبل داعش كان منذ البداية استجابة للانتقاد الذي وجه له في أنه "ليس له استراتيجية". متسائلا "فكيف عرف الأمريكيون بأن ليس له استراتيجية؟".

والإجابة وفقا للخبير بأنّهم "عرفوا، لأنه هو نفسه قال لهم ذلك. زلة لسان أكثر مما هي بيان مخطط له، جرت وابلا من ردود الفعل وأجبرته على أن يثبت بأن لديه خطة متبلورة أو على الأقل التظاهر بأن لديه واحدة كهذه". 

وأشار إلى أنه "في تلك اللحظة أعلن أوباما بأنه سيهاجم من الجو، ليس من الأرض، في العراق، ولكن في سوريا أيضا، وأنه سيبلور تحالفا. أما النجاح حاليا فهو محدود. الهجمات مستمرة، ولكن التحالف يعرج قليلا. كما سجلت عدة تحذيرات حادة من الروس والإيرانيين ضد الهجوم في سوريا، وأن أوباما سيتعين عليه أن يقرر ما إذا كان سيتجاهلها ويخاطر بهذا التجاهل". 

ونوه إلى أنّ الإيرانيين أعلنوا أنهم رفضوا عرضا أمريكيا بالتعاون. أما حكم الأسد فأعلن بالذات أن الأمريكيين يريدون التعاون، وهو الادعاء الذي ترده الإدارة ردا باتا. 

وأثار الكاتب العديد من التساؤلات التي تثير جدلا عاما وهي: هل يوجد للرئيس أوباما استراتيجية أم ان هذه ليست أكثر من حملة علاقات عامة؟ وعلى فرض أنه توجد استراتيجية، فهل هي الاستراتيجية الصحيحة؟ ولماذا ينبغي للأمريكيين أن يقاتلوا ضد داعش؟.
 
وقال إنّ الإجابة على السؤال الثالث يسهل ظاهرا، حيث أن الرئيس نفسه أجاب عليه في خطابه. وهو لم يقنع الجميع. فأصحاب الرأي، مثل رمزي مرديني من "المجلس الأطلنطي"، ممن يعتقدون بأن التدخل الأمريكي هو الذي سيؤدي إلى هجمات مضادة من تنظيم الدولة على أهداف أمريكية، بينما الوقوف جانبا سيكون هو العمل الأكثر منطقية. 

وأضاف حتى وقت غير بعيد، فإن محافل داخل الإدارة أيضا اعتقدت ذلك، وتغيير موقفها جاء في موعد مفاجئ قريب وربما مشبوه، من قرار الرئيس إلقاء خطاب للأمة عن الحرب المرتقبة. فالإدارة تدعي بأن معلومات جديدة أدت إلى إعادة تقدير شدة الخطر. هناك من يعتقد بأن بالذات عدم رضى الجمهور عن أوباما وشدة الهزة من قطع رؤوس الصحفيين الأمريكيين هي التي أدت إلى تغيير المواقف في الإدارة.
 
وحول السؤال الثاني قال الخبير إنّه لا معنى للإجابة عنه قبل الإجابة على الأول، والجواب على الأول ليس سهلا. فقبل شهر فقط تقريبا قال أوباما لصحيفة "نيويورك تايمز" إن تسليح المعتدلين في سوريا كي يقاتلوا ضد إسرائيل "كان دوما ضربا من الخيال". أما الآن فهو يريد ان يسلح المعتدلين ذاتهم ممن اعتبرهم منذ وقت قصير مضى كـ "أطباء سابقين، مزارعين، صيادلة وما شابه"، وقضى بأن احتمال أن ينجحوا في حمل السلاح والقتال بنجاعة ضد قوات مدربة يبدو صغيرا. 

ونوه روزنر إلى أن هذا ليس الأمر الوحيد الذي تجد الإدارة صعوبة في أن تعرض فيه موقفا واضحا على مدى الزمن. فحتى التعريفات البسيطة هي تحديات معقدة. فهل ما تفعله الآن أمريكا جدير بلقب "حرب"؟.

وقال: "في خطابه نفسه لم يذكر أوباما الحرب. وفي الأيام التالية واصلت الإدارة هذا الخط. فقد قضى وزير الخارجية جون كيري بأن الحديث يدور عن عمل لمنع الإرهاب". فيما ترددت مستشارة الأمن القومي لدى أوباما، سوزان رايس، بصوت عال: "لا أعرف اذا كان ينبغي ان نسمي هذه حربا أم حملة ضد الإرهاب" بحسب روزنر. 

وأضاف ولكن بعد بضعة أيام من ذلك، تحت ضغط المراسلين، قضى الناطق بلسان البيت الأبيض بأن "أمريكا في حرب". والأدميرال جون كيربي، الناطق بلسان وزارة الدفاع، أكد التشخيص: "نحن نعرف بأننا في حرب مع داعش". 

وعاد الخبير الإسرائيلي للتساؤل "حرب أم لا حرب؟ أم ربما هذه حرب، ولكن مثلما اقترح إد مورسيه في مجلة "الأسبوع" ليس "حربا – حربا". هذه مسألة تعريف، ولكن أيضا مسألة إعلان نوايا وإظهار جدية.

وخلص إلى القول: "كلما تورط الرئيس في محاولاته السير مع سترة واقية والشعور بأنه لا يرتديها، والخروج إلى المعركة ولكن دون التعهد بالكثير، هكذا تتآكل ثقة من يتابعه في أن لديه بالفعل خطة عمل".

واستدرك بالقول: "حتى لو كانت لدى أوباما خطة عمل، فينبغي السؤال ما هي فرصها للنجاح". 

ونوه إلى أنّ جنرالات أوباما أعربوا بشكل غير مباشر عن رأيهم: يحتمل ألا يكون هذا كافيا، يحتمل أن يضطروا إلى "التوصية للرئيس" مثلما قال دمبسي باتخاذ وسائل أخرى. 

وقال: هذا البيان جعل أسرة تحرير "النيويورك تايمز" تقفز. فهم يشخصون منذ الآن "المنزلق السلس"، الذي يقود أمريكا من تدخل محدود، من حجرة الطيارة، إلى الحرب. 

ونقل الخبير عن مراسل الصحيفة، بيتر بيكر بأن الرئيس شعر بأنه "يدفع" إلى حرب ليس مستعدا بالضرورة لها.