ملفات وتقارير

سقوط قتلى حوثيين في اشتباكات مع قوات أمنية بصنعاء

حوثيون يحتشدون جنوبي العاصمة صنعاء - فيسبوك
قال مصدر طبي في مستشفى الكويت إن "المستشفى استقبل 9 قتلى حوثيين وعددا من المصابين، جراء استنشاقهم قنابل الغاز المسيلة للدموع، فيما نقل عدد آخر من المصابين إلى مراكز طبية أخرى لضعف القوة الاستيعابية  للمستشفى الذي يقع بالقرب من مقر رئاسة الوزراء، حيث وقعت الاشتباكات ظهر الثلاثاء، بين قوات الأمن ومتظاهرين حوثيين بينهم مسلحون، اتهمتهم السلطات بمحاولة اقتحام رئاسة الوزراء".

ولا تزال الحصيلة أولية والأعداد مرشحة للزيادة، في ظل استمرار الاشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين حوثيين في عدة مناطق بالعاصمة صنعاء.

وأفاد شاهد عيان بأن "مسلحين حوثيين، قاموا بمنع طاقم عسكري يقل جنودا تابعين لقوات الاحتياط في منطقة السواد، من المرور من النقطة التي أقاموها في منطقة حزيز جنوبي العاصمة صنعاء.

وأضاف شاهد العيان الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "الجنود رفضوا العودة بعد منعهم من قبل الحوثيين، ليبادر الأخير بالاستيلاء على الطاقم العسكري بمن فيه، ما أدى في النهاية إلى تدخل قوات من معسكر 48 التابع لقوات الاحتياط الواقع في منطقة حزيز، جنوبي صنعاء".

واندلعت اشتباكات، على أثرها، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، لم يُعرف عددهم حتى اللحظة. وهي المرة الأولى التي تخوض قوات الاحتياط فيها معارك مع الحوثيين.

ونقلت مواقع إخبارية يمنية، تمكّن قوات الاحتياط من السيطرة على الوضع في منطقة حزيز، وتم إخلاء مدرسة حكومية من المسلحين الحوثيين، وفتح الطريق العام الرابط بين صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية من جهة الجنوب.

ومن المتوقع أن تتسع المواجهات بين قوات الجيش اليمني، وأتباع جماعة الحوثي الشيعية، في ظل انتشار مسلحي الحوثي على مداخل العاصمة، حيث يُقيمون اعتصامات مسلحة هناك .

"حرب الشائعات" تثير القلق في اليمن
 

"حرب الشائعات " ظاهرة جديدة برزت إلى المشهد السياسي المتأزم وسجلت نشاطا غير مسبوق في الآونة الأخيرة، وتنوعت مظاهرها بين شائعات خبرية وصور مفبركة، بهدف إرباك المجتمع في ظل غياب المعلومة الحقيقية من مؤسسات الدولة .

وبحسب مراقبين فإن "المواقع الإخبارية التي تكاثرت كالفطريات، تدار من قبل مراهقين سياسيين، لاستهداف قوى سياسية بعينها".
 
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبدالناصر المودع  أن "فترات الأزمات تعد مناخا مثاليا للشائعات، نتيجة الحاجة الملحة لمعرفة الأخبار من المواطنين من جهة، واستثمارها من قبل الأطراف المتصارعة كأحد أساليبهم في الصراع ضد خصومهم من جهة أخرى".

وأوضح لــ"عربي 21" أن "غياب المصداقية لدى الأطراف المتصارعة، ووسائلهم الإعلامية، شكّل رافعة لانتشار الشائعات التي بدأت تؤتي أؤكلها نتيجة انعدام التوجه الرسمي في دحض أي معلومات كاذبة تهدف إلى خلق المزيد من التشويش في الوسط المجتمعي"، حسب تعبيره.

وأشار الى أن "تداعيات بث الشائعات في الآونة الأخيرة، زاد التوتر في أوساط الناس، وأثر بشكل سلبي على مجمل النشاط الاقتصادي.. فهناك سحب للسيولة وتجميدها أو إخراجها إلى خارج اليمن، كما أن الكثير من الأعمال توقفت. وبشكل عام يشكو أصحاب الأعمال من أن هناك تراجعا كبيرا في الإنفاق، يصاحبه ارتفاع في أسعار بعض السلع خاصة الخضروات"، حسب تعبيره.
  
من جهته، أكد الخبير الاستراتيجي علي الذهب أن "الشائعات تنتشر في أي مجتمع، وفي أي ظرف، لكنها تنشط بقوة في المجتمعات غير المستقرة، خاصة في الظروف السياسية المضطربة التي تمر بها اليمن حالياً، إذ تُعد أمضى الأسلحة وأكثرها تأثيرا على معنويات المواطنين والمقيمين والهيئات الدبلوماسية والعاملين في قطاعات الإنتاج والخدمات، فضلاً عن منتسبي القوات المسلحة والشرطة التي تعتبر هدفا رئيسا لمثل تلك الشائعات".

وقال لــ "عربي 21"، إن "أبرز الشائعات التي سجلت اليومين الماضيين شائعات خبرية تتحدث عن انقسامات داخل أجهزة الجيش والشرطة، وأخرى تروج بحصول تمردات أو خيانات أو هروب من الخدمة أو انضمام لأطراف سياسية في مخالفة واضحة لأنظمة وقوانين الخدمة في القوات المسلحة والشرطة، وكل مفردة من تلك الشائعات لها مراميها المحددة"، على حد قوله.

وذكر الذهب أنه "لوحظ شائعات صورية، أظهرت انتحال الرتب العسكرية الكبيرة والمتوسطة من قبل مدنيين أو هاربين أو مفصولين أو متقاعدين عن الخدمة في الجيش والشرطة بقصد اجتذاب من لهم مظلوميات في تلك الأجهزة أو من لا يحترمون قوانين ولوائح الخدمة العسكرية"، بحسب وصفه.

الصحفي والناشط الحقوقي محمد الأحمدي  يعتقد أن "ظهور الشائعات وزيادة وتيرتها في هذا التوقيت بالذات، جزء من حالة الفوضى السائدة في اليمن، خاصة عندما يتعلق الأمر بوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تستسلم لحرب الشائعات فتكون هي الضحية".

وأضاف لــ"عربي 21" أن "هدفها خلق حالة من القلق والتوتر لدى الأطراف المستهدفة، ومحاولة صرف النظر عن حقائق ووقائع معينة، من أجل التفرغ لترتيبات متعلقة بالصراع السياسي الذي لن يخلو من العنف".

وحذر الأحمدي من تداعياتها، ومضى قائلاً، إن "حرب الشائعات دائما يقع ضحيتها في الغالب الأبرياء، السكان، المجتمع. هي فعل يؤدي إلى تكدير السلم الاجتماعي وإقلاق السكينة العامة في المجتمع، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمسألة الأمنية".

وتشهد اليمن حالة من الفوضى الإعلامية، التي استدعت تدخل مؤسسات إعلامية مستقلة  حملة "المرصد الإعلامي" لمراقبة أداء الوسائل الإعلامية والصحفية، خاصة الإعلام الجديد الذي تحول إلى أدوات لترويج "البروبغندا" والشائعات المختلفة المثيرة للقلق .