أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
خالد مشعل مساء الأحد، أن "قضيتنا أكبر من أن ننجر إلى
مربع الاتهامات"، وذلك في إشارة إلى الاتهامات الأخيرة والهجوم الذي يشنه رئيس السلطة قائد حركة فتح محمود عباس على حماس.
وقال مشعل في كلمة عبر الفيديوكونفراس بمهرجان حاشد نظمته حركته في صيدا بلبنان احتفالا بانتصار المقاومة
غزة: "أدعو نفسي وكل القيادات والفصائل أن يرتقوا لمستوى معركة غزة والقضية الفلسطينية وتجاوز الجدل العقيم والاتهامات".
وأضاف: "بدلا من أن نعود لصفحات الانقسام والتلاسن والتراشق الإعلامي علينا المسارعة لاستكمال جميع ملفات المصالحة وترتيب بيتنا وتوحيد صفنا لتكون لدينا وحدة القيادة والمؤسسات والقرار".
وأشار إلى أنه ما إن وضعت الحرب أوزارها حتى لجأ البعض للاتهامات وخلط الأوراق وفتح الملفات القديمة، مشددا على أن غزة "في غنى عن ذلك".
ودعا إلى وضع معركة غزة بكل عطائها ودلالاتها على الكيان الإسرائيلي وتأثيراتها الإيجابية على قضيتنا في موقعها اللائق واستراتيجية تحرير فلسطين والتخلص من الاحتلال.
ودعا مشعل إلى توحيد الجهود ومضاعفتها وتسريعها لإغاثة وإعمار غزة ومسح جراحها وتقديم كل أشكال المساعدة والدعم، وإيواء الذين قدموا بيوتهم وعمائرهم ومصانعهم ومصادر حياتهم.
وقال: "يجب أن يجد أهل غزة بعض المكافأة، فما فعلوه أكبر من أي دعم، وشرف أن نسارع لمسح جراحها، فهؤلاء الذين صنعوا لنا هذا المجد".
وشدد مشعل على أن المطلوب هو البناء على الخطوات الجيدة التي جرت قبل المعركة الأخيرة، واستكمال ملفات المصالحة رزمة واحدة متكاملة. وشدّد بالقول: "فلنوحد القرار والمؤسسات ونوحد القيادة والاستراتيجية النضالية".
وتطرق مشعل إلى التحرك السياسي الذي تنوي
السلطة الفلسطينية القيام به، موضحا أن السلطة حدثتهم بذلك قائلا: "الإخوة في السلطة والرئاسة حدثونا عن نواياهم بالتحرك، وأطلعنا على جزء مما يدور في أذهانهم، ونحن مع أي تحرك ينسجم مع ما يجمعنا من توافق ومع ما تم التوافق عليه منذ سنوات".
واستدرك بأن "هذا لا يعني أننا توافقنا على استراتيجية، فالتحرك يحتاج إلى
شراكة وليس إلى إعلام وخبر، فنحن شركاء بالقيادة، والتحرك السياسي ينبغي أن يأخذ ثوبًا جديدًا ومسارًا مختلفًا".
وشدد مشعل على أن من غير المعقول أن لا نبني على رصيد تجربة المفاوضات، وهذا الرصيد المر وعلى سلوك نتنياهو وعلى العجز الدولي والتواطؤ الأمريكي.
وأضاف: "معا لنبني استراتيجية التحرك السياسي والنضالي والمقاومة والدبلوماسية، فلا بد أن نبني مسارًا وطنيا جديدا نشترك جميعا في رسمه ونضع أهدافنا الوطنية وثوابتنا وحقوق شعبنا في الرأس ولا نختلف على تفصيلاتها".
وودعا مشعل مشددا: "معا لنرسم المسارات وآليات التحرك ونحشد كل أوراق القوة ونكون شركاء في قرار الحرب والسلم وكل أوراق القوة ونعرف متى نصعد ومتى نهدأ، كل ذلك نرسمه معا لا يرسمه فريق".
كما أنه دعا رئاسة السلطة وحركة فتح وجميع الفصائل إلى المسارعة في عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير وحل مشكلة مكان عقد الاجتماع، متسائلا: "متى سنلتقي ونسارع بتطبيق كل التزاماتنا بالمصالحة؟".