اهتزت قيادات
الدرك الملكي بجهة فاس بولمان، والرأي العام بالمغرب، على وقع عدة أشرطة تم تصويرها من طرف أحد الشباب، تفضح رجلي أمن وهما يتلقيان
الرشاوى علنا من قبل سائقي السيارات والشاحنات وسيارات الأجرة، واحدا تلو الآخر، دون أدنى حرج.
ويُظهر الفيديو وهو من ستة أجزاء الدركيان بمنطقة بولمان، وهما يتلقيان الرشاوى من أصحاب وسائل النقل المختلفة قبل أن يتركوهم يذهبون إلى حال سبيلهم دون تسجيل مخالفات، كما يظهر الفيديو في أكثر من مشهد. وسجل صاحب الشريط في جزئه الأخير، الدركيان وهما يقتسمان المبالغ المحصل عليها بينهما.
الشريط الذي حمل عنوان "فضيحة رشوة للدرك الملكي بمدينة بولمان" وحقق على "يوتيوب" أزيد من 100 ألف مشاهدة في وقت قصير، وتم تداوله على نطاق واسع بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي. وقد نال من التعليقات الساخرة والمستنكرة الشيء الكثير، بين من رأى فيه فضيحة ووصمة عار على جبين الدرك، وبين من اعتبر الشريط مثيرا للشفقة، وآخرون في محاولة لتبرير الواقعة أشاروا للوضع المادي لرجال الأمن.
وبلغ إلى علم "عربي21" وفقا لمصادر مطلعة، أن القيادة العليا للدرك الملكي، فتحت تحقيقا في فضيحة أجزاء الفيديو الستة التي نشرت على اليوتوب، وتُظهر دركيين بمدينة بولمان جهة فاس يتلقيان الرشوة. وهو ما قد يطيح بأكثر من رأس وفقا للمصادر ذاتها.
المصادر نفسها أفادت، بأن القيادة العليا شرعت في الاستماع إلى مجموعة من المسؤولين، بمن فيهم قائد سرية الدرك الملكي بإقليم بولمان، والدركيان اللذان ظهرا في الفيديو، وكشفت ذات المصادر، أن القائد الجهوي للدرك الملكي بفاس، شكل لجنة للتحقيق بالموضوع.
ووفقا لتقديم الشريط الذي شرح فيه الشاب دوافع قيامه بتصوير ارتشاء رجال الدرك، كتب أن السبب في ذلك يعود للدفاع عن حقه في متابعة شخص قام بشراء منصبه في الجيش. وزاد: "لقد فوجئت بقائد سرية الدرك يهددني ويخبرني بضرورة الابتعاد عن محاربة الرشوة. وبذلك، فإنه سيساعدني في التوظيف بشركة أو مباراة، وإن رفضت فسيلفق لي ملفا لدى وكيل الملك".
وكان الرأي العام
المغربي قد تداول على نطاق واسع سنة 2007 ما سمي آنذاك بقناص تارجيست في شمال المغرب، حيث أطاح أحد الشباب بالعديد من رؤوس الدرك الملكي وتسبب في توقيفهم عن العمل، وكل وسائله في ذلك كاميرا يدوية يصور بواسطتها رجال الدرك وهم يتلقون الرشاوى، ثم يضعها على موقع التواصل الاجتماعي وموقع اليوتيوب.
ويذكر أنه وبعد ذلك الحادث أصبح موضة العديد من الشباب هو المغامرة والعمل على فضح ابتزاز
رجال الأمن للمواطنين على الطرقات من أجل تلقي الرشاوى، من زوايا تصوير مختلفة، فهناك من يختار فوق الأشجار خفية للتصوير، وهناك من وضع كاميرا خفية في جيبه أو على صدره موثقا ابتزاز بعض رجال الأمن والدرك لمستعملي الطريق من أصحاب السيارات.
يشار إلى أن ظاهرة طلب العديد من رجال الدرك والأمن الوطني بالمغرب للرشوة تعد ظاهرة مستفحلة، حيث يعمدون أثناء معاينة مخالفة لأحد السائقين إلى تخييره بين دفع غرامة المخالفة كاملة أو دفع ثلثها أو ربعها دون تحرير المخالفة له، كما يروج أن هناك رجال أمن يعمدون أحيانا إلى اعتراض سبيل بعض السيارات والشاحنات دون سبب، ثم يقومون بالبحث بعد ذلك عن أي مخالفة يمكن أن تكون سببا لجلب بعض الدراهم.