دعا الرئيس الموريتاني الأسبق أعل
ولد محمد فال الشعب الموريتاني، إلى
ثورة جديدة تطيح بالرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، الذي وصفه بالمتمرد العسكري الغاصب للسلطة.
وقال ولد محمد فال - الذي سبق له أن قاد انقلاب عسكريا أطاح بنظام ولد الطايع – إن الشعب الموريتاني وكل قواه الحية مطالب أكثر من أي وقت مضى برص صفوفه ومواصلة النضال المستميت من اجل استعادة ما سماه الديمقراطية المسلوبة.
وكشف ولد محمد فال – في بيان أرسلت نسخة منه لـ"عربي21" عن رفض أغلب زعماء العالم حضور تنصيب الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز المقرر في الثاني من أغسطس، مضيفا أن ولد عبد العزيز لم يدخر جهدا في سبيل حشد حضور دولي لحفل تنصيبه رئيسا على شعب قال إنه عبر في كل المناسبات عن رفضه وعزف عن المشاركة في انتخاباته "الصورية".
وأضاف:"هكذا حرك رأسُ النظام دبلوماسيته الضعيفة في أنحاء العالم، واستخدم رئاسة البلاد الدورية للاتحاد الإفريقي كأسلوب ابتزاز مكشوف ووسيلة ضغط هزيلة على قادة الاتحاد في مسعى يائس كانت نتيجته اعتذار اغلب القادة والرؤساء عن الحضور فيما لازالت البقية مترددة بفعل علاقات بلدانها التاريخية وصداقتها القوية بموريتانيا من جهة وعدم ارتياحها للمشاركة في تنصيب نظام يرفضه شعبه من جهة ثانية مما يعنى أنه فشل في بحثه عن الشرعية خارجيا بعد أن عجز عن كسبها داخليا".
الرسائل المشفرة
وتعليقا على البيان الصادر عن الرئيس الأسبق أعل ولد محمد فال، قال القيادي بالأغلبية الحاكمة وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحراك الشبابي من اجل الوطن، مصطفى السالك ولد عبد الله في تصريح خاص لـ"عربي21" إنه لم يفهم حتى الآن ما قال إنها رسائل مشفرة يبعث بها الرئيس الأسبق أعل ولد محمد فال في الفترة الأخيرة، مضيفا أن الرجل يتناسى أنه كان مدير أمن سابق لمدة 20 سنة تقريبا كون خلالها "إمبراطورية من المال العام".
واستغرب القيادي في الأغلبية ولد عبد الله، أن يتحدث الرئيس الأسبق ولد محمد فال عن قضايا الفساد وعن الشرعية في الوقت الذي خاض الانتخابات الرئاسية قبل الماضية ولم يحصد سوى 5% من أصوات الموريتانيين.
وأضاف:"الرجل لم يذكر له أي عمل خير فعله لأي مؤسسة وطنية خيرية كانت ام أهلية سوي انه سلم السلطة التي لم تكن بيده آنذاك مرغما لا طواعية كما يدعون" متسائلا: ماذا يريد هذا الرجل لهذا الوطن؟
وخلص إلى القول:"
موريتانيا فصول السنة فيها ثلاثة (صيف وخريف وشتاء) ولا يوجد بها الربيع أصلا وليبيا وسوريا ومصر خير دليل علي فشل الربع فيها". وفق قوله.
من جهته قال المحلل السياسي محمد فال ولد عبدي في تصريح لـ"عربي21" إن البيان الصادر اليوم عن الرئيس الأسبق أعل ولد محمد فال والعودة مجددا لتبادل الاتهامات بين القوى الموالية والمعارضة، يؤكد أن الصراع السياسي القائم بموريتانيا سيحتدم خلال الأيام القادمة، خصوصا بعد أن ترتب المعارضة بيتها الداخلي بعد التصدعات الأخيرة، وينصب الرئيس ولد عبد العزيز ويعيد تشكل حكومته.
واستبعد ولد عبدي الوصول إلى هدنة سياسية في القريب العاجل، نظرا لارتفاع سقف مطالب المعارضة، وتمسك الرئيس وأغلبيته بشرعية الانتخابات الأخيرة.
القوى المعارضة تعلن مقاطعة حفل التنصيب
في السياق ذاته أعلنت رسميا 10 أحزاب معارضة وعشرات الهيئات النقابية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني مقاطعتها لحفل تنصيب الرئيس ولد عبد العزيز.
ووصف المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض، تنصيب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بأنه "خطوة للوراء" في مجال الديمقراطية.
وقال قادة المنتدى – في مؤتمر صحفي بنواكشوط ظهر الأربعاء - إنهم كانوا يرغبون في أن يكون هذا التنصيب مفخرة للموريتانيين كما حدث خلال تنصيب الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله عام 2007، حين افتخر به الموريتانيون لأنه خطوة إلى الأمام في مجال الديمقراطية. وفق قولهم.
ووزع المنتدى خلال المؤتمر الصحفي وثائق تنتقد نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وحملت عناوين: فساد نظام عزيز؛ انتخابات بلا مصداقية؛ قضايا مخلة بالقسم.