سياسة عربية

مطالبات بالتحقيق بوفاة ناشط أمام برلمان المغرب (فيديو)

مشهد للوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان - عربي21
احتج آلاف المغاربة السبت أمام البرلمان بالرباط، على ما اعتبروه استمرارا للدولة في إخفاء حقيقة وفاة الشهيد كمال عماري، عضو جماعة العدل والإحسان، منذ أزيد من ثلاث سنوات بمدينة أسفي حين كان مشاركا في مسيرة احتجاجية لحركة 20 فبراير، مطالبا بحرية المغاربة وكرامتهم وعدالتهم الاجتماعية، بحسب رواية جماعة العدل والإحسان. 

الوقفة دعت إلى تنظيمها "جمعية عائلة وأصدقاء كمال عماري" ضمن البرنامج الذي سطرته لتخليد الذكرى الثالثة لحدث ورحيل الشهيد، وهو البرنامج الذي رفع له شعار/ مطلب "الحقيقة، الإنصاف، جبر الضرر" . وعرفت حضور عائلة الشهيد يتقدمها والده عبد الرحمن عماري، وعدد من أصدقائه وإخوانه الذين قدموا من مدينة أسفي، وأعضاء وقيادات جماعة العدل والإحسان يتقدمهم كل من عبد الواحد المتوكل رئيس الدائرة السياسية، ومحمد حمداوي عضو مجلس الإرشاد، ومحمد سلمي منسق الهيئة الحقوقية، وأحمد آيت عمي وعلي تيزنت عضوا مجلس الشورى، وحسن بناجح وأبو الشتاء مساعيف عضوا الأمانة العامة، و عزيز أودوني ومحمد نويني وإدريس واعلي أعضاء هيئة الدفاع.

وفي تصريح لـ "عربي21"، قال عبد الواحد المتوكل، رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان: "الوقفة تهدف لاستنكار الجريمة التي وقعت في واضحة النهار في حق الشهيد كما عماري، وللتنديد بعدم كشف النظام المخزي لحقيقة مقتل الشهيد رغم مرور ثلاث سنوات على الحادث".

وأضاف القيادي بالعدل والإحسان أن "من غير المعقول ألا تكشف الحقيقة بعد ثلاث سنوات خاصة أن القتلة معروفون". وأردف بأن "الدولة دوختنا بالشعارات ودولة الحق والقانون وحقوق الإنسان في حين أن مثل هذا الواقع وهذه الوقائع تكذب تلك الشعارات". والخلاصة يقول المتوكل لـ "عربي21"، إن الجريمة بشعة ونكراء وما زلنا برفقة العائلة ننتظر كشف الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.     
  
وشهدت الوقفة التي غلب على حضورها المنتسبون للجماعة، ترديد شعارات ورفع لافتات تطالب بتقديم قتلة كمال عماري لمحاكمة عادلة، والتنديد بقتل عماري: "شكون اقتل عماري.. المخزن، شكون منع الحقيقة.. المخزن"، "شحال بغيتوا من شهيد.. باش يفهم الطاغية، وجنود الطاغية، كمال عشر شهيد.. في هذا العهد الجديد"، "الجريمة ها هي والعدالة فينا هي.. الجريمة ها هي والإنصاف فينا هو.. الجريمة ها هي وجبر الضرر فينا هو"، "على نهجك نهجك يا عماري نسير.. نفك قيد الوطن الأسير"، "الشعب يريد من قتل الشهيد" .

وتميزت الوقفة بعرض عدد من اللوحات (تيفو) قدمها شباب عدة، واحدة تعيد رسم التدخل القمعي الذي أدى إلى مقتل الشهيد، والثانية اشترك فيها عشرات الشباب والمشاركين حين رفعوا في لحظة واحدة عشرات اللافتات الصغيرة المكتوب عليها "من قتل ابني؟" و"بأي ذنب قتل كمال عماري؟" مع ترديد شعارات الوفاء للشهيد ولدرب الكرامة الذي قضى نحبه فيه.

وفي كلمته الختامية باسم الحاضرين والمشاركين في الوقفة، عائلة وجمعية وجماعة، أعاد محمد حمداوي، عضو مجلس إرشاد الجماعة التذكير بحدث "قتل الشهيد عماري من قبل قوات الأمن"، مشددا على أنه "خرج مطالبا بالحرية والكرامة للمغاربة، وبشكل سلمي حضاري ومنظم".

وأكد أنه "اليوم وبعد مرور ثلاث سنوات تواصل الدولة إخفاء الحقيقة وتقديم الجناة للعدالة وهو مطلب عائلة الشهيد؛ إذ لم يتم الكشف لا عن التقرير الطبي ولا عن تقرير مجلس الوطني لحقوق الإنسان".

وتوجّه الحمداوي في نهاية كلمته، بالتحية لعائلة الراحل عماري، وترحم على روحه وأرواح شهداء المغرب والأمة الذين قدموا أرواحهم فداء لأوطانهم. لتختتم الوقفة بقراءة الفاتحة دعاءً للشهيد.

ووفقا لرواية الجماعة دائما، فإن كمال عماري تعرض يوم 29 أيار/ مايو 2011 لقمع مفرط من طرف سبعة عناصر من الأمن (الصقور)، انهالوا عليه ضربا وركلا ورفسا خلال مسيرة 20 فبراير بالمدينة، ليخلف هذا الاعتداء إصابات خطيرة على مستوى الرأس وكسرا في الرجل اليمنى وكدمات على مستوى الوجه ورضوضا كذلك في جميع أنحاء الجسم خاصة على مستوى الصدر، لتكون النتيجة النهائية لهذا القمع الشرس استشهاد كمال عماري يوم الخميس 02 حزيران/ يونيو 2011 بمستشفى محمد الخامس في أسفي.