وصف رئيس
الموساد السابق، مائير داغان، مطالبة
إسرائيل الفلسطينيين بالاعتراف بأنها "دولة
يهودية" بأنه "هراء". وشدد على أن المطالب التي يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من الفلسطينيين في إطار المفاوضات "زائدة".
ونقل موقع "واللا" الإلكتروني الأربعاء، عن داغان قوله خلال محاضرة ألقاها في اجتماع مغلق في "تل أبيب" في الأيام الأخيرة، إن "مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية هو هراء".
وأضاف داغان أن "المطالب الأساسية التي يطرحها نتنياهو في إطار المفاوضات مع الفلسطينيين "زائدة"، وأنه "إذا نظرنا إلى قرار الأمم المتحدة بشأن إقامة دولة إسرائيل في العام 1947 (أي قرار التقسيم) فإنه مكتوب هناك بشكل واضح أن إسرائيل ستقوم كدولة يهودية".
وأردف: "نحن نطالب الآن باعتراف كهذا من دولة فلسطينية، ونحن نطالب باعتراف بطبيعة دولتنا من دولة ليست موجودة".
وقال داغان إنه بدلا من المطالب بالاعتراف بيهودية إسرائيل "ينبغي الاهتمام بأن يحصل اللاجئون على المواطنة من الدول التي يعيشون فيها اليوم، من لبنان وحتى دول الخليج".
وأضاف أنه "خلافا لموضوع الاعتراف فإن موضوع اللاجئين يشكل خطرا حقيقيا على الدولة اليهودية"، وقال إن إسرائيل ملزمة بالسعي إلى اتفاق مع الفلسطينيين "ليس من أجل مصلحة الفلسطينيين وإنما من أجل مصلحة إسرائيل".
وتطرق داغان إلى قضية القدس، ورأى أنه ينبغي أن تكون الدول العربية ضالعة فيها، وقال إن "القدس ليست قضية فلسطينية وإنما هي قضية إسلامية، وعلينا إدخال الأردن والسعودية والمغرب في المحادثات حول هذا الموضوع.
أضاف أنه "إذا توصلت إسرائيل إلى تفاهمات مع هذه الدول التي يعتبر العالم العربي ملوكها مسؤولين عن الأماكن المقدسة في القدس، فإن هذا سيسهل على أبي مازن اتخاذ قرارات صعبة".
رئيس حزب العمل يؤيد مطالبة نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بالدولة اليهودية
وفي سياق متصل، أعلن رئيس حزب العمل والمعارضة في الكيان الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، عن تأييده للشرط الذي وضعه رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهو الاعتراف بيهودية إسرائيل، علما بأن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أعلن رفضه القاطع لهذا الشرط.
ونقلت صحيفة "معاريف" الجمعة، عن هرتسوغ، قوله: "أعتقد أن المطالبة بأن يشمل الاتفاق الدائم اعترافاً فلسطينياً بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، هو مطلب صحيح وأنا أؤيده".
واعتبر هرتسوغ أن هذا المطلب "ينبع من وجود علاقة مباشرة بين قرار التقسيم التاريخي (من العام 1947) الذي أقر بقيام دولتين قوميتين، إحداها هي الدولة القومية للشعب اليهودي، ولذلك فإنه الصواب العودة إلى ذلك، وأنا أختلف في هذا الأمر مع زهافا غلؤون" رئيسة حزب ميرتس اليساري.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ليست غلؤون وحدها التي تعارض هذا المطلب، الذي كان نتنياهو أول من طرحه كشرط لاتفاق سلام، وإنما أعلن الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، ورئيس حزب "يوجد مستقبل" ووزير المالية، يائير لبيد، أنهما يعارضان هذا المطلب كشرط لاتفاق سلام.
وتأتي أقوال هرتسوغ رغم إعلان الجانب الفلسطيني، على لسان عباس، أنه يرفض بشكل قاطع الاعتراف بيهودية إسرائيل، خاصة أن اعترافا كهذا ينسف الرواية الفلسطينية التاريخية، وخاصة حق العودة للاجئين الفلسطينيين، إلى جانب أن الفلسطينيين اعترفوا بإسرائيل، كما أن إسرائيل لم تطالب مصر والأردن بالاعتراف بيهوديتها عندما وقعت اتفاقيتي السلام معهما.
وبدت أقوال هرتسوغ مطابقة لخطاب نتنياهو في هذا الصدد، وقال إنه "يوجد في مبادرة جنيف أيضا تطرق إلى أن الفلسطينيين يعترفون بإسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي، وفي المقابل تعترف إسرائيل بفلسطين على أنها البيت القومي للفلسطينيين".
وحول معارضة عباس للاعتراف بالدولة اليهودية قال هرتسوغ، إنه "من حيث الجوهر يوجد لهذا المطلب مبررا ويجب أن يكون موجودا في الاتفاق الدائم كجزء من الاتفاق كله، ولا شك لدي في أنه سيتم الاتفاق حوله سوية مع القضايا الأخرى، وأنا واثق من أن (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري سيجد الصيغة التي تجعل الفلسطينيين يعترفون بالدولة اليهودية".
وكرر حزب العمل في الشهور الماضية الإعلان عن أنه سيؤيد أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين يتوصل إليه نتنياهو وحتى من دون الانضمام للحكومة، لكن يبدو الآن أن حزب العمل قد يدعم نتنياهو في حال وصول المفاوضات إلى طريق مسدود.
ومن جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" اليوم إن نتنياهو أبلغ كيري بأن إسرائيل لن توافق على وثيقة "اتفاق الإطار" للمحادثات الإسرائيلية – الفلسطينية، ويتوقع أن يطرحه كيري في الفترة القريبة، إذا لم يتضمن اعترافا بيهودية إسرائيل ورفضا "جارفا" لحق العودة.
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله لأعضاء كنيست من حزب الليكود الذي يتزعمه، إنه لا توجد أية نية لديه للانشقاق عن حزبه من أجل تأسيس حزب جديد يقود من خلاله إسرائيل، نحو اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وأضاف نتنياهو لأعضاء الكنيست: "لا أنوي التنازل عن القبيلة". وفسرت الصحيفة كلمة "القبيلة" بأنها تشير إلى ناخبي اليمين الذين أوصلوا نتنياهو ثلاث مرات إلى رئاسة الحكومة.
وأفادت "معاريف" و"هآرتس" بأن نتنياهو تعهد أمام أعضاء الكنيست من الليكود وقيادة حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف برئاسة نفتالي بينيت، بأنه لن يطرح وثيقة "اتفاق الإطار" الأميركية على طاولة الحكومة الإسرائيلية، وشدد على أن إسرائيل ستقدم العديد من التحفظات عليها.