اعتقلت الشرطة التركية الثلاثاء 25 شخصا في عملية مداهمة في انحاء البلاد استهدفت مكاتب هيئة الإغاثة الإنسانية (
إي ها ها) المقربة من حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، في عملية وصفتها المنظمة بأنها "حملة تشهيرية" متصلة بالحملة على
أردوغان.
وتعتبر هذه الهيئة أكبر منظمة خيرية في
تركيا ترسل مساعدات للسوريين.
وشنت الشرطة عمليات متزامنة في ست مدن وداهمت منازل خمسة أشخاص يُزعم أنهم من كبار عناصر القاعدة، بحسب صحيفة حرييت المناهضة لأردوغان.
وقالت الصحيفة إن المعتقلين متهمون بإرسال مقاتلين الى
سورية وجمع الأموال للمسلحين السوريين تحت غطاء الأعمال الخيرية للسوريين، كما إنهم يزودون تنظيم القاعدة بالسلاح.
وقالت المنظمة إنه جرى اعتقال أحد موظفيها إلا أنها نفت أي علاقة لها بالقاعدة، مؤكدة أنها ضحية النزاع القائم بين الحكومة التركية وجماعة الداعية الاسلامي فتح الله
غولن على خلفية قضية الفساد التي تطال أردوغان.
واعتبر الامين العام للمنظمة ياسر كوتلواي ان هذه العملية جزء من "حملة قدح وذم ينسقها بعض الاشخاص في تركيا وفي الخارج". وقال في مؤتمر صحفي: "الامر لا يقتصر على هيئة الإغاثة الإنسانية إنهم يريدون تصوير تركيا على أنها بلد يدعم الإرهاب".
وتأتي هذه المداهمات بعد نحو أسبوعين نشر صحيفة أخرى معلومات عن توقيف قوات الامن لشاحنة تابعة لمنظمة مليئة بالأسلحة على الحدود السورية واعتقال ثلاثة رجال من بينهم مواطن سوري. إلا ان المنظمة نفت تلك المزاعم ووصفتها بـ"التشهيرية"، وأكدت أن هذه المعلومات من نسج خيال صحيفة "راديكال".
وقال أردوغان إن جهاز الاستخبارات كان "يعمل على إيصال المساعدات إلى إخواننا التركمان في سورية، فيبذل مدعٍ عام في مدينة أضنة كل ما في وسعه من أجل عرقلة ذلك".
ونفت المنظمة غير الحكومية، إضافة إلى الحكومة، نفيا قاطعا وجود اسلحة في الشاحنة التي ضبطت في الاول من كانون الثاني/ يناير.
وأثارت هذه القضية توتراً كبيراً بين المدعي الذي أشرف على عملية الدرك والمحافظ المحلي الذي منع مصادرة الشاحنة كما أفادت عدة وسائل إعلام تركية.
وغداة هذه العملية، نفى وزير الداخلية التركي أفكان علاء أيضا المعلومات الصحفية. وأكد امام البرلمان ان "الشاحنة كانت محملة بمساعدات للمجموعة الناطقة بالتركية في سورية".
وتنفي الحكومة التركية ضلوعها في ارسال اسلحة الى المسلحين السوريين رغم انها تعارض بشدة نظام الرئيس السوري بشار الاسد. إلا ان وسائل الاعلام المحلية نقلت في كانون الأول/ ديسمبر عن وثائق للامم المتحدة والحكومة ان تركيا ارسلت 47 طنا من الاسلحة الى المسلحين السوريين منذ حزيران/ يونيو العام الماضي.
وذاع صيت منظمة الإغاثة الاسلامية في العام 2010 حين نظمت أسطولا إنسانيا من اجل كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وانتهت العملية التي شنها الجيش الإسرائيلي لوقف هذا الأسطول بمقتل تسعة مواطنين أتراك وأدت الى تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
وقالت المنظمة إن مداهمة مكاتبها ترتبط كذلك بتصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان هذا الشهر وصف فيها الهيئة بأنها تشكل تهديدا على مصالح الدولة العبرية. وقال كوتلواي في اشارة الى غولن الذي يؤيد إعادة بناء العلاقات مع إسرائيل: "إن الذين تزعجهم أعمالها الإغاثية والجماعات الموازية التي تعمل ادوات في يد إسرائيل، تشن عملية ضد تركيا".
مداهمة مكاتب منظمة إغاثة تركية تساعد السوريين بحجة دعم القاعدة!