عرف
المصريون "
عروس المولد" عام 973 هجرية كشكل من أشكال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في عهد الخليفة
الفاطمي المعز لدين الله (حكم من 953 حتى 975 هجرية)، ومنذ ذلك التاريخ ولا تزال تلك العادة قائمة، رغم فتاوي التحريم التي تطاردها من عام لآخر.
ولا توجد حتى الآن رواية أجمع عليها المؤرخون حول أصل عروس المولد، غير أن ثابت برغوتة، واحد من أشهر صانعي عروس المولد بمنطقة "درب البرابرة" وسط القاهرة: "لا يهمنا ما هو أصلها.. المهم أنها عادة توارثناها، ولن تستطيع أي فتوي دينية هدمها، لأنها أصبحت جزء من التراث المصري".
ويرى بعض علماء الدين أن عروسة المولد في حد ذاتها ليست حراما، كأداة يلهو بها الأطفال، ولكن ربطها بمناسبة
المولد النبوي هو ما يفقد المناسبة الدينية قيمتها الروحية والدينية، بل أن البعض ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وحرم الاحتفال بالمولد النبوي نفسه، مستندا إلى السنة النبوية، والتي لم يعرف فيها أن النبي احتفل بيوم مولده.
وصنعت عروس المولد في بداية نشأتها وحتى وقت قريب من السكر علي هيئة حلوي وتُجمل بالألوان الصناعية، ويداها توضعان في خصرها وتتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، ومع انتشار الوعي الصحي لدي الناس، ظهرت عروسة المولد في صورة جديدة فقد تم صنعها من البلاستيك وتتزين بالأقمشة الشفافة الملونة والمراوح الخلفية بأشكال وأحجام متعددة.
ويميل صناع العروس إلى مسايرة الأحداث التي يمر بها المجتمع، فارتدت "حجاب" العام الماضي مسايرة لحكم جماعة الإخوان المسلمين، ولا تزل ترتديه حتى الآن، كإشارة إلى أن الدين ليس حكرا على فئة معينة، بحسب ثابت.
وإذا كانت العروس وهي الهدية التي تقدم للأنثى في المولد النبوي، فإن اللعبة التي تتخذ شكل الحصان وتقدم للذكر، شهدت هي الأخرى هذا العام تجاوبا مع الأحداث، وظهر "حصان السيسي"، في إشارة إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والذي يرى معارضو الرئيس المصري السابق محمد مرسي أنه نجح في إنقاذ مصر من سيناريو "الحرب الأهلية"، على حد قولهم.
ويساعد تجاوب الصانع مع الأحداث في زيادة مبيعاته من هذه السلعة الموسمية، التي تساعد على إنقاذ مهنتهم الأصلية من حالة الكساد التي تعيش فيه بسبب الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر.
وتعددت الروايات حول أصل هذه العادة، ويقول محمد البيلي، أستاذ التاريخ الاسلامي بكلية الآداب جامعة القاهرة، في تصريحات صحفية، إن الحكام الفاطميين كانوا يشجعون الشباب علي عقد قرانهم في يوم المولد النبوي، ولذلك تفتق ذهن الصانع المصري أن يشكل الحلوى على هيئة عروس، ويقوم بتغطيتها بأزياء تعكس العصر والتراث.
وهناك مقولة أخرى أن عروسة المولد ظهرت خلال عهد الحاكم بأمر الله الذي كان يحب إحدى زوجاته فأمر بخروجها معه في يوم المولد النبوي فظهرت في الموكب بردائها الأبيض وعلي رأسها تاج من الياسمين، فقام صناع الحلوى برسم الأميرة في قالب الحلوى.