حالة من السخط الشديد والاستنكار تلك التي عبر عنها العشرات من الشخصيات والهيئات الدعوية والمدنية والرسمية بالمغرب ضد الدعوة إلى
المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء بما في ذلك الإرث، والمطالبة بالتجريم القانوني لتعدد الزوجات.
الدعوة التي أطلقها إدريس
لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مؤخراً بالرباط أثناء انعقاد مؤتمر الهيئة النسائية ووجهت برفض شديد وعلى مختلف المستويات في
المغرب.
الإفتاء: لا مجال للرأي أمام نصوص قطعية
وضمن التفاعلات الرافضة لدعوة المساواة في الإرث وتجريم
تعدد الزوجات، أكدت الهيئة العليا للإفتاء في المغرب في بيان رسمي، أنه "لا مجال للرأي في طلب التسوية بين الرجل والمرأة في الإرث"، مشددة على انه "لا اجتهاد مع وجود النص، كما هو مقرر في القاعدة الأصولية الفقهية عند علماء الشريعة وبقوله تعالى : (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) بحسب ما جاء في البيان.
وعن دعوات لشكر تجريم تعدد الزوجات، ردت الهيئة العلمية المكلفة رسميا بالإفتاء أن "التعدد أمر من الثوابت الدينية الشرعية، أجمع عليه أئمة الأمة، وعلماؤها، سلفًا وخلفًا"، واستدلت في هذه المسألة أيضا بنصوص شرعية قطعية الدلالة، وقالت أنها "لا تحتمل أي اجتهاد أو تأويل".
الهيئة أوضحت أيضا أن النصوص "قيدت تعدد الزوجات بقيد دقيق، لتحقيق المساواة المطلوبة شرعا بين الزوجتين في ما لهما في الزوج من حقوق مادية ومعنوية، وهو العدل والإنصاف بينهما وعدم التقصير فيها بالنسبة لإحداهما على حساب الأخرى".
التوحيد والإصلاح: الدعوة شاذة ويائسة
وتعليقا عن دعوات لشكر قال محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن المطالبة بمراجعة أحكام الإرث وتجريم تعدد الزوجات، "يعبر عن بؤس لا صلة له بالجرأة"، وهو "بحث محض عن الزعامة في قضايا تحظى بإجماع المغاربة" وفقا لقوله.
ولفت الحمداوي إلى أن مثل هذه "الدعوات الشاذة" ليست جديدة وأنها "دعوة بئيسة ويائسة بالنسبة للشعب المغربي الذي حسم ثوابته واختياراته الكبرى، بمختلف المحطات وعلى مر السنين".
وأوضح الحمداوي لـ"عربي21" أن المجتمع المغربي حسم ثوابته ، من خلال التدافع الشعبي في المسيرتين الشهيرتين مطلع 2000، والذي توج بلجنة أشرفت على وضع مدونة الأسرة، والتي عكست التنوع والتعدد وعبرت عن مختلف الحساسيات المغربية، وهي التي كان ملك البلاد قد أطرها بمقولته الشهيرة، إنه لا يمكنه أن يحل حراما أو يحرم حلالا " فكيف بمن يريد تجريم الحلال لا تحريمه؟".
العدل والإحسان: الدعوات تلهية عن محاربة الفساد والاستبداد
ولم يصدر عن جماعة العدل والإحسان أي موقف رسمي في الموضوع، غير أن عمر أمكاسو عضو مجلس إرشاد الجماعة ونائب رئيس الدائرة السياسية للجماعة، أكد لـ"عربي21" أن الجماعة لا تريد الدخول في هذا الموضوع لأمر بسيط وهو أن هذه الدعوات تهدف إلى شغل الرأي العام عن القضايا الحقيقية للشعب المغربي والتي من صميمها مناهضة الفساد والإستبداد.
من جانبه رفض نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني التعليق على دعوات المساواة في الإرث وتجريم تعدد الزوجات وقال "لا يمكن الرد على كل ناعق شارد" واصفا دعوات لشكر بـ"الإفلاس الإيديولوجي".
واعتبر عدد من شيوخ السلفية في المغرب أمثال حسن الكتاني وعبد الحميد أبو النعيم دعوات لشكر استهدافا للدين الإسلامي من خلال مشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقام الأمن المغربي بفتح تحقيق رسمي فيما نسب الى أبو النعيم من تصريحات على الانترنت اتهم فيها لشكر وجماعته بأنهم زنادقة وكفار وذلك حسب بيان صدر اليوم لوكيل الملك لدى المحكمة الزجرية بمدينة الدار البيضاء.
جمهور الرجاء البيضاوي يستنكر
وكعادته قام جمهور فريق الرجاء البيضاوي، بإبداء مواقفه من القضايا التي تعرف جدلا مجتمعيا حيث فاجأ الجميع قبل يومين برفع لافتتين تتضمنان رفضا للدعوات التي أطلقها زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، لمراجعة أحكام الإرث وتعدد الزوجات.
واستغل جمهور الفريق الأخضر مناسبة منازلة فريقه لفريق الكوكب المراكشي ضمن منافسات البطولة الوطنية الإحترافية، ليرفع لافتتين كتب على إحداها "لشكر بوحناك... اتقوا الله قبل أن ينزل عليكم الهلاك" وعلى الثانية "من غلب على أمره سار آلة لغيره".
هذا وقد دأب جمهور الرجاء على التعبير عن مواقفه في قضايا مختلفة كأحداث مصر وحركة 20 فبراير وغيرها.