تضفي الثلوج جمالا نادرا على المسجد الأقصى المبارك يجتذب الآلاف من الفلسطينيين لالتقاط الصور التذكارية، خاصة إلى جانب قبة الصخرة المشرفة، في فرصة تحدث عادة مرة واحدة في السنة.
ومنذ بدء المنخفض الجوي العميق الذي أثر على المنطقة، بما فيها
القدس، يوم الخميس الماضي، تدفق آلاف الفلسطينيين من سكان المدينة إلى المسجد ؛ لالتقاط الصور، ولكن الذروة كانت الجمعة، واستمر الأمر اليوم السبت قبيل ذوبان الثلوج.
ولا يتمكن سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى القدس؛ بسبب الحاجة إلى تصاريح خاصة، نادرا ما تصدرها السلطات الإسرائيلية، ولكن حتى وإن توفرت مثل هذه التصاريح، فإن الطرق إلى المدينة مغلقة؛ بسبب تراكم الثلوج ما يحرم حتى الفلسطينيين من سكان الداخل الفلسطيني من هذه الفرصة.
وتقتصر هذه الفرصة على نحو 300 ألف فلسطيني من سكان شرقي القدس، في حين أن الثلوج عادة ما تتساقط مرة واحدة في السنة في الأراضي الفلسطينية.
وقال مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب "الآلاف من الفلسطينيين، خاصة من القدس، جاءو إلى المسجد الأقصى منذ بدء تساقط الثلوج من أجل التقاط الصور التذكارية إلى جانب قبة الصخرة المشرفة وقد اكتست بالثلوج".
وأضاف "الأعداد يوم الجمعة كانت عالية جدا سواء من الرجال والنساء والأطفال ..الكل جاء لالتقاط الصور التذكارية".
وكان المسجد الأقصى شهد على مدار الأسابيع القليلة الماضية، حالة من التوتر الشديد، إثر الاقتحامات الإسرائيلية المتصاعدة للمسجد، ولكن الثلوج حمت المسجد من هذه الاقتحامات، بحسب الخطيب.
وقال "بحمد الله فإنه منذ يوم الخميس، يوم بدء تساقط الثلوج، ففقد تم إغلاق المسجد أمام الاقتحامات الإسرائيلية ولم يقتحم المسجد إسرائيلي واحد".
واستمر تساقط الثلوج حتى صباح السبت ولكن مع انتصاف النهار فقد بدأت الثلوج بالذوبان، وإن كان ارتفاعها بطول 50-70 سنتمترا.
وعمل الحراس والموظفون في المسجد الأقصى على فتح الطرق المؤدية من بوابات المسجد الأقصى إلى المسجد القبلي وقبة الصخرة المشرفة.
وقال الشيخ الخطيب" الطواقم موجودة على مدار الساعة وتقوم الجرافات التابعة للأوقاف بفتح الطرق المؤدية إلى المسجد القبلي وقبة الصخرة وبحمد الله فلم يتم إغلاق الطرق منذ بدء تساقط الثلوج".
وأضاف" منذ ساعات صباح السبت تمت إزالة الثلوج من الطرق لتمكين المصلين من الوصول إلى المسجد دون أي معيقات".
وثمة العديد من الساحات المزروعة بالأشجار في المسجد الأقصى تتوسطها ممرات مرصوفة بأحجار قديمة ما يفرض رعاية خاصة.
وقال الشيخ الخطيب "هناك 15 عامل إعمار في المسجد وهم يتواجدون بشكل دائم في المسجد؛ من أجل توفير الرعاية الخاصة المطلوبة"
وأضاف" أيضا المهندسون موجودون وهم يراقبون الوضع في المسجد، ويمكن القول أن أمورنا جيدة بحمد الله، ولم نشعر بأي شيء خطير".
ولفت إلى أن الحادث الوحيد الذي وقع خلال اليومين الماضيين كان "سيلان بعض المياه في منطقة المصلى المرواني في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى".
وقال الخطيب "يجري العمل الآن على معالجة هذا الأمر وما عدا ذلك فإن الأمور بخير".
وردا على بعض التقارير التي تقول أن المسجد الأقصى معرض لخطر الانهيار بسبب الثلوج، تابع الشيخ "لا أدري من أين يأتي البعض بهذه الأقوال".
وإضافة إلى حماية بوابات المسجد على مدار الساعة، فإن ثمة دوريات ليلية يقوم بها الحراس للتأكد من عدم حدوث أي تسلل للمسجد من أسواره، بحسب الخطيب.
وأشار إلى أن الحماية مستمرة على مدار الساعة حتى في ظل هذه الظروف الجوية الصعبة.
وقال "برغم الظروف الصعبة وإغلاق الطرق؛ بسبب تراكم الثلوج فإن 17 حارسا من أصل 20 وصلوا إلى أماكن عملهم الجمعة والسبت، مشيرا إلى أنه "تمت إقامة غرفة طوارئ في المسجد الأقصى لمتابعة الأمور لحظة بلحظة منذ بدء العاصفة الثلجية، وبالإجمال فإن الأمور جيدة".
واجتاحت موجة برد قاسية منطقة الشرق الأوسط مع وصول العاصفة الثلجية "ألكسا" مساء الثلاثاء من روسيا، التي أدت إلى تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة على معظم المناطق السورية ولبنان والأردن وفلسطين وتركيا، كما أثرت على الأجواء المناخية في مصر.