لم يكن الفنان السوري،
تمام عزام، يتوقع قبل 3 سنوات أن يجول بمعاناة شعبه حول العالم من خلال استخدامه الفن الرقمي مصوراً الوضع المتأزم في سورية وحكايات اللجوء المرة في بلدان الجوار.
"أنا، السوري" هو عنوان المعرض الذي عمل عليه عزام خلال السنتين الماضيتين، "انا" بالعنوان لا تعني شخصه وانما "نحن كسوريين في ظل ما نعيشه من حالة تهجير وانتقال من مكان إلى آخر لا نعرف عنه اي شيء"، كما قال عزام (33 عاما) الذي أجبر على مغادرة بلاده برفقة عائلته هربا من الأحداث العاصفة هناك. انتقل ألى دبي تاركاً مرسمه وراءه، ما اضطره لتحويل لوحاته التقليدية إلى أعمال فنية-رقمية (Digital Art) مستخدما الكومبيوتر، عاكسا الوضع السوري بطريقته المبتكرة الخاصة بعيدا عن "المشاهد التي اعتدنا عليها".
خلف كل لوحة في المعرض حكاية..الألوان تحكي قصصا تماما كما الوجوه والأيدي.
في لوحة "الرحلة الميمونة" بالونات ملونة مبهجة تحمل مبنا محطما سحبته من شوارع دمشق، لتجول فيه فوق بيروت، باريس، لندن، نيويورك وجنيف.
وأشار عزام لوكالة "الأناضول" إلى أن هذه التركيبة الفنية تتناول "فكرة التهجير ومنازل سورية التي باتت مدمرة وخالية من سكانها وهم يتنقلون من مكان إلى آخر، لا يملكون شيئا إلا القليل من الأمل"، مضيفا: "كما أنها تصوير لكيفية تعاطي العالم مع ما يحصل في سورية ". ولفت إلى أن تصويره لبعض البلدان كان "للفت النظر على أنها من البلدان التي لها قرار بسورية كالولايات المتحدة، فرنسا، وجنيف".
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا والاردن 3 ملايين يعيشون في ظروف انسانية صعبة.
وتصوّر لوحة "مخرج" مجموعة من الجنود المسلحين واقفين بثبات، بينما يتنصل أحدهم من الصف حاملاً كيسا صغيرا محاولا الهروب، كإشارة من الفنان حول عمليات الانشقاق من الجيش السوري النظامي.
ولعل واحدة من أكثر اللوحات تأثيرا في الزائر لوحة "كنا هنا" حيث تقف طفلتين صغيرتين تؤشر احداهما إلى بقعة حمراء على كوكب الأرض، قصد بها عزام سورية التي لطخها دماء أبنائها.
أما السلسلة المبتكرة من صناديق ضوئية تحت عنوان "روسيا المتحدة، الامم المتحدة، الولايات المتحدة" فهي تعكس التقصير المتعمد في دعم الشعب السوري، كما قال عزام، وذلك عبر تكرار كلمة "المتحدة" مستخدماً الألوان المعتمدة في الإعلام الوطنية العربية، الأحمر، الأسود والأخضر" وذلك لإعادة ابتكار علم يشير إلى سورية الحرة.
وأكد عزام، الذي افتتح معرضه هذا في بيروت يوم الخميس الماضي فيما يستعد لمعرض آخر له في العاصمة البريطانية يُفتتح في 12 ديسيمبر المقبل، " أنا لا أتحدث بالسياسة ولا أعبر عن رأيي السياسي أنا فقط أقدم أعمالا فنية تتكلم لوحدها".