نساء مصر يواصلن الدفاع عن الديمقراطية

في  مقال نشرته صحيفة "الغارديان"  لزينب سلبي بعنوان "نساء مصر يرفضن الترهيب" قالت فيه  إن المرأة المصرية كانت في قلب  ثورة كانون الثاني/يناير التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك وكانت تقاتل في ميدان التحرير  جنبا إلى جنب مع الرجل عندما خرج المصريون ثائرين على النظام السابق ومطالبين برحيله. وجاء مقال سلبي تعليقاً على تقرير نشرت نتائجه مؤسسة  "توموسون رويترز" والدي  توصل إلى أن  هي أسوأ دولة من حيث حقوق المرأة في العالم العربي. وتتساءل  الكاتبة إن كان الربيع العربي الذي حرر شعوباً من ديكتاتوريات قد أدى إلى  إلى تراجع مكانة المرأة في المنطقة، خصوصا في مصر؟

وللإجابة على هذا السؤال تقول  الكاتبة إن المصرية تعرضت فعلا للتهميش في ما بعد الثورة،  حيث قام المجلس العسكري، الذي يهمين عليه الرجال والذي ادار شؤون الحكم في مصر اثر إطاحة مبارك،  بالغاء حصة المرأة في البرلمان، الامر الذي أدى إلى أنقص  عدد النساء في البرلمان من 64 إلى 9 أعضاء، كما لم تضم لجنة صياغة الدستور أي امرأة. وفوق كل هذا أضاف المجلس العسكري  أموراُ أثارت غضب المرأة وناشطات حقوق الإنسان من مثل اختبارات العذرية للنساء اللاتي اعتقلن في المظاهرات.  حيي كانت الرسالة واضحة كما تقول آي على المرأة المكوث في المنزل وترك السياسة للرجل. 

وتضيف الكاتبة أن حقوق المرأة استخدمت مثل قفاز مخملي أثناء حكم مبارك ومثل ذلك في دول الربيع العربي كتونس حيث تمر استصدار قوانين تدافع عن حقوق المرأة ولكن تم حرمانها من حقوقها السياسية في الوقت نفسه. وقالت ان حكومة الرئيس محمد مرسي، الرئيس المنتخب رفعت بعض هذه الحقوق حيث تم رفع القيود على تعدد الزوجات ووضعت مقترحات لخفض سن الزواج، وهذه الإجراءات تعكس موقف  الإخوان المسلمين الذين كان مرسي ينتمي إليهم من العائلة ولا تعبر عن واقع الإقثصاد المصري الذي تشكل فيه المرأة جزءاً مهماً. وترى الكاتبة أن معظم  القضايا التي تحدث عنها التقرير ليست جديدة مثل التحرش الجنسي والختان لكن في عصر الإنترنت والفيسبوك تقوم المرأة بكتابة شهادتها ونشرها وتعريف العالم بما يجري وفضح ممارسات الرجل المصري ضدهن.  كما ان المرأة مصممة أكثر من الماضي على مواجهة التحديات التي يواجهنها، فإذا كن قد صمتن على التحرش الجنسي سابقاً. ولم تعد المرأة ايضاً تنظر لنفسها على أنها  ناشطة في مجال حقوق المرأة فقط بل وتطالب الآن بحقوق المواطنة. وقد تعزز هذا الموقف من خلال النقاش الدائر في  مرحلة ما بعد الثورات العربية والذي يديره الشباب الذين يشكلون نسبة 60 بالمئة من المواطنين العرب. ووصلت أصداء هذا النقاش للسعودية التي تأتي الثالثة بعد مصر، ومن هنا ترى أن المقارنة غير عادلة بين مصر والسعودية لاختلاف البلدين ثقافياً.

وتختتم الكاتب مقالها بالقول إن الربيع العربي جعل من  حقوق المرأة  بمثابة معركة بين الاسلاميين والحداثيين، وفي هذا السياق لم تترك  النساء الساحة للرجال ولن يصمتن، بل سيقمن بالحشد والتنظيم والتظاهر لا للمطالبة بحقوقهن فقط بل  وحقوق  كل من يؤمن بالحرية والديمقراطية والإستقرار في مصر والعالم العربي بشكل عام. وتضيف أنه من الضروري الإستماع إلى  هذه الأصوات لأنها تمثل أملاً  للمنطقة.  يذكر أن سلبي هي مؤسسة منظمة "نساء للنساء الدولية".