ألأنظمة الشمولية عدو وسائل التواصل الإجتماعي.. والصين تنفق على مراقبة الإنترنت أكثر من التسلح
عربي- 2101-Nov-1307:12 PM
شارك
بشار الاسد
أثار استخدام الرئيس السوري، بشار الأسد وسائل التواصل الاجتماعي وفتحه حساب على خدمة صور انستاغرام اسئلة حول علاقة الديكتاتور بعالم التواصل الإجتماعي الذي يراه تهديدا عليه. وفي مقال بمجلة "نيويوركر" قدمت إيميلي غرين هاوس تحليلا لهذه العلاقة ونقلت تساؤلا: هل تريد أن تصبح ديكتاتورا؟ وهو الذي قدمه الباحث الإقتصادي في جامعة "ديوك" ويليام بي سيندرواين مجيباً أن هذه الرغبة قد تبدو صعبة في هذا القرن، الحادي والعشرون، ويقول إنه أصبح من الصعب على شخص أن يقود نظاماً شمولياً في ظل انتشار القيم الديمقراطية، حرية التعبير والاعلام المعولم "أنظر مثلا إلى الربيع العربي كمثال عن الديكتاتوريين الذين تمت الإطاحة بهم عبر هذه القوى المعاصرة".
ويقدم سيندرواين مثالاَ أو معادلة رياضية تظهر ديكتاتوراَ يظل في منصبه بتحليل ثورة يأخذ بعين الإعتبار عوامل مثل الرشاوى التي أبقت الديكتاتور في منصبه وعدد الثوار الذين قتلوا. ويشبه هذا مشروعاَ أعده العام الماضي الفنان والمهندس لوريير روتشون "الدليل العملي لبقاء الديكتاتور في السلطة"، وهو عبارة عن دليل أخذ بعض المؤشرات من تصرفات زعماء شموليين في الصين وسنغافورة وروسيا وإيران والباكستان ودول اخرى. ويوضح الدليل الكيفية التي يمكن أن يكون فيها العالم المعاصر الموصول بالتكنولوجيا قاسيا على الديكتاتور. فقد أصبح إعلام التواصل الإجتماعي يمثل مشكلة للأنظمة القمعية. وهذا يفهم من الطريقة التي تتعامل هذه الأنظمة معها ومحاولة قمعها والسيطرة عليها. فرئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو والذي يطلق عليه الإعلام الغربي "بالديكتاتور الأخير في أوروبا" قام بحملة ضد التوتير والمدونات الإجتماعية. وبالمثل لا يسمح في فيتنام لمستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي الإقتباس من الصحف أو وكالات الأنباء أو أي مواقع إنترنت مملوكة من الحكومة. فيما قامت حكومات الهند وعمان والبحرين باعتقال وحبس مواطنين لحيازتهم مواقع اجتماعية، "توتير" أو "فيسبوك". أما إيران التي أصدرت أحكاماَ بالإعدام على مدونين تخطط لإنشاء إنترنت خاصة بها وتقوم من خلالها بتصفية المواقع الإجتماعية غير المصرح ومحتويات اخرى لن تكون تحت تصرف المستخدم الإيراني لأنها تدعو إلى التمرد.
وفي الصين قامت بتركيب نظام رقابة وتصفية ضخم يقوم بحجب ومراقبة اي خطاب غير مرغوب به. وهذا يفسر استخدام الصينيين لوسائل التواصل الإجتماعي حتى يعبروا عن شكواهم وعدم رضاهم عن الوضع. وكما كتب الصحافي جويل برينكلي فالصين تنفق اموالاً طائلة على الأمن الداخلي بما في ذلك الرقابة على الإنترنت أكثر مما تنفق على التسلح. ويقول برينكلي أن هذا يظهر شيئاَ واضحاَ وهو أن الحكومة الصينية تخاف من شعبها أكثر من القوى الخارجية. وكان رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان ان ما يسمى بالتواصل الإجتماعي هو "لعنة على المجتمعات".
وفي سورية أظهر الرئيس بشار الأسد دهاء في استخدام الإنترنت، فقد قامت الحكومة السورية وخلال العامين الماضيين بغلق الإنترنت في أكثر من مرة وذلك بحسب "معهد السلام" في الولايات المتحدة. ويرى ناشطون ان الهدف من الاغلاقات هو اختراق الرسائل الخارجة من سورية والتي تحاول الكشف عما يجري في البلاد من مجازر أو وضع انظمة لتصفية الرسائل والمواد على الإنترنت. واستطاع مؤيدو الأسد مما يعرف بـ "الجيش السوري الألكتروني" بالدخول على مواقع مؤسسات صحافية مهمة منها "نيويورك تايمز" و "واشنطن بوست" حيث غمروا موقعيهما على الأنترنت برسائل توتير مؤيدة للأسد. واستطاعت هذه المجموعة استهداف "التنظيم من اجل أمريكا" وهي مشروع يرعاه الرئيس باراك أوباما حيث قاموا بالسيطرة على حساب التوتير ووضعوا وصلات لمحتويات الجيش منها فيديو " الحقيقة حول سورية". وكان النظام قد طلب من المواطنين قبل عامين كلمات المرور لحساباتهم على "الفيسبوك" لوضع مواد مؤيدة للنظام. وفي تطور أخير قام الأسد بفتح حساب على "إنستاغرام".
وعن استخدام رجل مثل الأسد يخوض حرباً على شعبه حساباً في هذه الخدمة، سألت غرين هاوس، أليسون شومر، التي تعمل في مجال السياسة والإتصالات في إنستاغرام حيث قالت انها لا تستطيع التعليق على حساب فرد ما، حتى ولو كان شخصية عامة، لكن سياسة الشركة تقوم على نزع كل المواد او حتى شطب المستخدم. وتؤكد شومر على أهمية العبارات التي ترفق مع الصورة والتي قد تجعل من الصورة تهديدا. ويتساءل الصحافي ماذا يعني اتباع رجل ينظر اليه بقوة على أنه مجرم حرب، من أن يكون لدينا "مزار افتراضي" يمجد ديكتاتوراً في جيوبنا، في اشارة الى ألبوم صوره على إنستاغرام.
.