شكر الرئيس
اللبناني ميشال سليمان مساء السبت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في اتصال هاتفي بعد مساعي دولة قطر وجهودها في إطلاق سراح اللبنانيين المختطفين في
سوريا.
وتسلم وزير الخارجية القطري خالد العطية في اسطنبول "المحررين"، الذين تم نقلهم إلى منطقة آمنة في
تركيا مساء الجمعة، قبيل عودتهم إلى بيروت.
وقبل نحو ساعتين من وصول اللبنانيين "المحررين"، غادر الطيار التركي "مراد آق بنار"، ومساعده "مراد آغجه" ، لبنان في طريقها إلى تركيا بعد تسليمهما إلى السفير التركي في بيروت انان اوزلديز.
الطيار "مراد آق بنار"، الذي كان يقود رحلة الخطوط الجوية التركية، القادمة من اسطنبول إلى بيروت، ذكر أن عملية
الاختطاف جرت خلال الدقائق الثلاث أو الخمس الأولى بعد خروجهم من مطار رفيق الحريري الدولي متوجهين إلى الفندق، حيث قطعت 3 سيارات الطريق أمام السيارة التي تقلهم، وترجل منها حوالي 10 مسلحين، كما أحاط بها من الخلف 3 سيارات أخرى.
وأوضح "آق بنار" أن الخاطفين كانوا يغيرون أماكن احتجازه وزميله كل ثلاثة أيام، وكان النقل يجري من مكان لآخر بين الساعة الثانية والرابعة بعد منتصف الليل.
بدوره قال الطيار المساعد "مراد آغجه" "أن الخاطفين كانوا يأتون ويتحدثون إلينا ببعض الأمور، وكنا ننظر إلى عيون بعضنا، أنا وزميلي، ونعرف كيف سيكون كلامنا، وتصرفاتنا"، وقال:"كنا ندعو الله يوميا، أصعب ما قد يمر على الانسان هو الخوف من الموت خارج حدود الوطن".
وفي السياق ذاته قدم الرئيس التركي عبد الله غل الشكر الجزيل لعقيلتي الطياريين التركيين المفرج عنهما لما أبدياه من حكمة ودماثة خلق.
كما أجرى "غل" اتصالين هاتفين مع زوجتي الطيارين، مهنئاً إياهما بالإفراج عن زوجيهما، مشيراً إلى أهمية التصرف بهدوء وحكمة والثقة بالنفس والدولة، الذي أبديتاه عقيلتا الطيارين،مشيراً أن ذلك ساعد الدولة التركية على القيام بعملها.
وروى اللبنانيون "المحررون" معاناتهم خلال فترة الاحتجاز التي تخطت الـ17 شهرا، وذلك فور وصولهم إلى وطنهم.
وقال أحد "المحررين" الذي كان يضع عصبة حمراء على رأسه كتب عليها "يا حسين"، وفضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة الأناضول إنهم وصلوا إلى داخل تركيا بعد أن تم نقلهم من مكان ما على الحدود السورية التركية كانوا محتجزين فيه.
أما عباس شعيب، الذي كان يمشي على عكاز فقال: "دفعنا فاتورة غالية"، موضحا: "لم أكن مع
حزب الله قبل خطفي، لكن وبسبب اتهامي بأنني من حزب الله، أقول اليوم أنني منذ الآن جندي من جنود السيد حسن نصر الله.
ورُفعت صور للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث تجمع عدد من أبناء المنطقة وأهالي "المحررين" الذين لوحوا بإعلام الحزب والاعلام اللبنانية.
وكانت مجموعة لبنانية تطلق على نفسها اسم "زوار الإمام الرضا" قد اختطفت الطيارين التركيين في أغسطس / آب الماضي، مطالبة أنقرة بالتدخل لدى جماعة سورية لإطلاق سراح 9 لبنانيين مختطفين، مقابل الإفراج عن الطيارين.
وكان لواء "عاصفة الشمال" ، أحد الجماعات السورية المسلحة المعارضة لنظام بشار الأسد، اختطف في مايو/أيار من العام الماضي، 11 لبنانيًّا في منطقة أعزاز بحلب شمال سوريا، أثناء عودتهم من زيارة أماكن دينية في إيران، وأفرج عن اثنين منهم فقط وقتها، بوساطة تركية بين السلطات اللبنانية والخاطفين.
وطالب اللواء بإطلاق سراح 371 سيدة سورية معتقلة في سجون النظام السوري، مقابل الإفراج عن المختطفين اللبنانيين، وهو ما تم بالفعل وفق الصفقة الأخيرة.