سياسة عربية

الأضحى في اليمن: فرحة مفخخة وانتفاضة جنوبية ثورية!

اليمن الجنوبي
رغم أنها تعد قبلة اليمن السياحية الأولى، في إجازات الأعياد، إلا أن أحلام اليمنيين الراغبين في قضاء إجازة عيد الأضحى على شواطئ مدينة عدن ورمالها الذهبية هذا العام، تصطدم مع طموحات أبناء مدن الجنوب الذين يقولون إنهم سيخرجون في "انتفاضة ثورية تحررية" لم يشهد لها الجنوب مثيلاً في ذكرى "عيد ثورة 14 أكتوبر" - الموافق وقفة عيد الأضحى - لتقرير مصير القضية الجنوبية.

ومنذ أعوام، يستغل أنصار ما يُسمى بـ"الحراك الجنوبي" في مدن جنوب اليمن، يوم 14 أكتوبر/ تشرين أول، وهو اليوم الذي تحرر فيه الجنوب من الاستعمار البريطاني قبل 50 عاماً، كمناسبة للتذكير بقوتهم من خلال الحشود الكبيرة، والربط بين التحرر من الاحتلال البريطاني، والتحرر من هيمنة المركز في صنعاء، على اعتبار أن ثورتهم الحالية، هي امتداد لثورة طرد المستعمر الاجنبي.وينوي أنصار الحراك الجنوبي، الذي دشن فعالياته في العام 2007، ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح صالح، إلى إحياء ما أسموها بـ "مليونية أكتوبر" للتأكيد على خيار التحرر، وهو ما سيصيب السياحة الداخلية لعدن في مقتل، كون الفعالية متزامنة مع مناسبة يحج فيها اليمنيين من مختلف المحافظات إلى المدينة المُلقبة بـ" ثغر اليمن الباسم"، ما جعل البعض يذهب إلى أن عيد الأضحى هذا العام في الجنوب، سيحل "مفخخاً بـعيد 14 أكتوبر".

وتفاوتت آراء مواطنين يمنيين حول فعالية الحراك الجنوبي المزمع اقامتها تزامناً مع عيد الأضحى، ومدى تأثيرها على إقبال الناس على مدنية عدن الساحلية، نظراُ لأعمال العنف التي قد ترافق الفعالية والدعوات لعصيان مدني ستؤثر على حركة الفنادق والمتنزهات، لا سيما أن إجازة عيد الاضحى في اليمن تبدأ 13 وتنتهي 20 أكتوبر/ تشرين أول الجاري.عبدالله مهيم، من أبناء محافظة عدن، قال للأناضول، إن "هذا العام أفضل نسبياً من الأعوام السابقة من الناحية الأمنية، فقوات الأمن متواجدة في أغلب شوارع المدينة".وأشار مهيم، وهو موظف حكومي، إلى أن دعوات العصيان المدني ستؤثر سلباً على قدوم السياح إلى عدن، وتجعلهم يبحثون عن وجهة سياحية أخرى.وفي حين ابدى تفاؤله بمرور عيد هذا العام كسابقية في هدوء نسبي، قال مهيم إن "تزامن عيد أكتوبر مع عيد الأضحى، ربما يزيد الطين بله، خصوصاً إذا شهدت الفعاليات الاحتجاجية، صدامات بين المتظاهرين ورجال الأمن".

وخلال عيد الفطر الماضي، قالت السلطات المحلية في محافظة عدن، إنها استقبلت ربع مليون زائر داخلي، وهو رقم ضئيل مقارنة بزوار العيد في الأعوام السابقة، والذي غالباً ما كان يصل إلى مليون زائر.وبحسب مراقبين فإن التوترات الأمنية التي يمكن أن تعقب مظاهرات الحراك الجنوبي في عدن والدعوات لعصيان مدني، تحول دون تفكير كثير من اليمنيين بقضاء أجازة العيد في المدينة التي زادت نقمة أبناءها على القادمين من المحافظات الشمالية بشكل خاص.محمد الشرعبي،  مالك أحد الفنادق في عدن، قال إن "قطاع السياحة في المحافظة يشهد تردياً كبيراً منذ أكثر من ثلاثة أعوام جراء الأحداث المتفرقة التي تشهدها، المدينة وتقطعات الطرق في المحافظات المؤدية إليها، وهو ما يجعل السياح يفكرون كثيراً على سلامتهم وسلامة أسرهم،  قبل التفكير بزيارتها  .وأضاف في حديثه للأناضول: "عدن ستتحول إلى مدينة أشباح بدون سياحة... نتمنى أن تتغلب الجهات الرسمية على كافة الهواجس الأمنية".يشار إلى أن عدن هي أكثر المدن اليمنية المؤهلة لاستقطاب آلاف السياح لاحتوائها على منشآت فندقية كثيرة ومتطورة، حيث استفادت كثيراً في هذا الجانب من استضافتها لبطولة "خليجي 20" قبل ثلاثة أعوام.

وتدور في أروقة مؤتمر الحوار الوطني اليمني، الذي بدأ في مارس/آذار الماضي، ويختتم أعماله بعد إجازة العيد، أحاديث عن نقل مقر العاصمة اليمنية من صنعاء، إلى عدن الجنوبية،  كحل لا مفر منه للحفاظ على اليمن موحداً، ونظراً لما تمتلكه من مؤهلات العواصم العربية خلافاً للمدن اليمنية الأخرى.ويشهد الوضع الأمني في غالبية المدن اليمنية، خلال الشهور الفائتة انهياراً غير مسبوقاً، مما جعل الرئيس اليمني عبد ربة منصور هادي يستدعي لثلاث أيام متتالية القيادات الأمنية في كافة المحافظات، ويدعو لـ" استراتيجية جديدة " في التعامل الامني مع الوضع .وكنوع من التطمينات الاستباقية للمواطنين، أقرت وزارة الداخلية اليمنية مؤخرا، "الخطة الأمنية الخاصة بعيد الأضحى المبارك، وقالت إن تلك الخطة "تهدف إلى خلق مناخات آمنة مرافقة للعيد بالإضافة إلى تقديم مختلف الخدمات الأمنية والشرطية للمواطن طيلة أيام إجازة عيد الأضحى" وقالت الداخلية اليمنية في موقعها الالكتروني الخاص أن الخطة التي وضعتها " تشمل تامين المصليات والحدائق والمنتزهات والشواطئ التي يؤمها المواطنين في أيام العيد " وذلك تخوفاً من أي تفجيرات ارهابية قد تحدث في اماكن هذه التجمعات.

وفي حين يقول مراقبون ان وزارة الداخلية اليمنية غير قادرة على تأمين فعاليات عيد واحد فقط وليس عيدين , أكدت خطة الوزارة " على ضرورة تعزيز إجراءات الحماية للاماكن العامة التي يقصدها المواطنين مع عائلاتهم للاستمتاع بإجازة العيد " ، معلنة بانه هذه الخطوة سترافقها إجراءات صارمة لمنع المظاهر المسلحة وحمل السلاح داخل المدن".اليمن عيد الأضحى الحراك الجنوبي