"نبتة الحرمل".. خصائص مذهلة تحمي القلب والجهاز العصبي

أظهرت دراسات حديثة أن نبات الحرمل المعروف علميًا باسم Peganum Harmala يحتوي على مركبات فعالة قد تساعد في علاج عدد من الأمراض المزمنة، أبرزها ارتفاع ضغط الدم، والسرطان، واضطرابات الجهاز العصبي.

ويعد الحرمل نباتا عشبيا معمرا ينتشر في مناطق آسيا الوسطى وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ويتميز بسيقانه القوية وأزهاره البيضاء، وقد استخدم منذ قرون في الطب الشعبي لعلاج مشكلات الهضم والتنفس والآلام المزمنة، إلا أن اهتمام العلماء به تجدد مؤخرًا بفضل تحليلات كيميائية أثبتت غناه بمركّبات القلويدات ذات الخصائص الدوائية النشطة.

وتشير أبحاث إلى أن بذور وجذور الحرمل تحتوي على مركبات مثل الهارمين والهارملين والهارمالول، وهي عناصر تظهر تأثيرات مهدئة للأعصاب ومضادة للتشنجات ومكافحة للبكتيريا والفطريات، كما أظهرت بعض التجارب أن تلك المواد قد تساهم في خفض ضغط الدم وتحسين وظيفة القلب عبر توسيع الأوعية الدموية وتنظيم ضرباته.

وفي الجانب العصبي، أوضحت تقارير طبية أن المركبات نفسها تعمل على تثبيط إنزيم أوكسيديز أحادي الأمين، ما يزيد من مستويات النواقل العصبية في الدماغ كالسيروتونين، وهو ما قد يفسّر استخدامه التقليدي في التخفيف من الاكتئاب وتحسين المزاج، بل وتشير دراسات أولية إلى دوره المحتمل في الحد من أعراض الزهايمر والباركنسون.

كما بينت أبحاث مختبرية أن مستخلص الحرمل يمتلك خصائص مضادة للأورام، إذ يحد من تكاثر الخلايا السرطانية ويمنع تغذيتها عبر الأوعية الدموية الجديدة، بفضل قدرته على تثبيط بعض الإنزيمات والبروتينات المسؤولة عن نمو الخلايا الخبيثة.

ورغم فوائده المتعددة، يحذر الأطباء من الاستخدام المفرط للنبات، إذ يمكن أن يسبب تباطؤ ضربات القلب وتلف الكبد والهلوسة العصبية عند تناوله بجرعات عالية، كما يُمنع استخدامه تماما لدى النساء الحوامل لما له من تأثيرات محفزة للمخاض قد تؤدي إلى الإجهاض.

ويؤكد اختصاصيون في الأعشاب والطب التكميلي أن الحرمل "يبقى نبتة واعدة من الناحية العلاجية، لكنه يحتاج إلى دراسات سريرية واسعة لتحديد الجرعات الآمنة وتأثيراته على المدى الطويل".