وصف الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، قمة جمعته مع قادة كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان في
البيت الأبيض، بأنها "فجر علاقة جميلة وجديدة"، مؤكدا أن الاجتماع يمثل نقطة انطلاق لشراكة استراتيجية مع هذه الدول الواقعة في قلب
آسيا الوسطى، والتي تتمتع بثروات طبيعية هائلة وموقع جغرافي محوري بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
أوضح ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن القمة كانت فرصة لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة وخمس دول في آسيا الوسطى، قائلا: "كان شرفا عظيما لي أن أستضيف قمة مع رؤساء خمس دول، لا تصدق.. قاسم جومارت توكاييف من كازاخستان، وشافكات ميرزيوييف من أوزبكستان، وإمام علي رحمون من طاجيكستان، وصدير جباروف من قيرغيزستان، وسيردار بيردي محمدوف من تركمانستان".
وأضاف الرئيس الأمريكي: "على مدى ثلاثة عقود، فشل أسلافي في إعطاء دول آسيا الوسطى الاهتمام الذي تستحقه. الآن يعتزم رئيس الولايات المتحدة التأسيس لشراكة كاملة مع قادة هذه المنطقة الاستراتيجية".
وأشار ترامب إلى أن القمة تأتي في الذكرى السنوية العاشرة لمنصة «C5+1»، مؤكدا أن الولايات المتحدة رصدت مليارات الدولارات للصفقات التجارية التي ستدعم عشرات الآلاف من الوظائف الأمريكية في قطاعات حيوية تشمل الطيران والمعادن والزراعة والسكك الحديدية والسيارات والتكنولوجيا.
تأتي هذه التحركات في سياق ديناميكية دبلوماسية متزايدة في آسيا الوسطى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، حيث تسعى كل من الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي لتعزيز حضورها الدبلوماسي والاقتصادي في هذه المنطقة، التي كانت لفترة طويلة ضمن دائرة نفوذ موسكو، كونها تتألف من خمس جمهوريات سوفياتية سابقة.
وأكد التقرير أن قادة الدول الخمس عمدوا منذ عام 2022 إلى تكثيف اتصالاتهم مع دول أخرى ضمن إطار مجموعة «5+1»، وهو ما يعكس سعيهم لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بعيداً عن النفوذ الروسي التقليدي.
ولفت ترامب إلى أن القمة تهدف إلى إرساء شراكة شاملة تتيح للولايات المتحدة استثمار موارد آسيا الوسطى الطبيعية، بما في ذلك المعادن الحيوية والهيدروكربونات، واستغلال المواهب البشرية في المنطقة.
وأضاف أن واشنطن والاتحاد الأوروبي فعلا جهودهما الدبلوماسية مع الدول الخمس منذ استقلالها عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، حيث عقدت أول قمة بين الولايات المتحدة وآسيا الوسطى في 2023، في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني.
ووفقا لترامب، فإن هذه الشراكة ستفتح الباب أمام مشاريع استثمارية ضخمة، وستعزز فرص التجارة الأمريكية، بما يسهم في خلق وظائف جديدة ودعم النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، مؤكداً أن العلاقة مع دول آسيا الوسطى تشكل خطوة استراتيجية نحو تعزيز نفوذ واشنطن في المنطقة، وفتح آفاق جديدة للتعاون متعدد الأطراف في مجالات اقتصادية وسياسية وأمنية.