قام
الرئيس السوري أحمد الشرع الأحد بزيارة رسمية للكنيسة المريمية في دمشق القديمة، حيث
التقى غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم
الأرثوذكس، في الدار البطريركية.
واطّلع خلال
الزيارة على أحوال أبناء
الطائفة المسيحية، واستمع إلى احتياجاتهم الاجتماعية والثقافية والدينية، مؤكداً
على أهمية تعزيز الانسجام الوطني والتلاحم بين كافة مكونات الشعب السوري، مهما
اختلفت المعتقدات والطوائف.
وفي دفتر الذكرى الخاص بالكنيسة، كتب الشرع: "إن ما خطّه
سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بإملاء رسول الله ﷺ من وثيقة للتعايش
السلمي يمثل نموذجاً خالداً، واليوم نتسلم نسختها لنجدّد عهدنا مع جميع أبناء
الوطن، بما يعكس عمق الفهم الوطني والديني لمسار سورية التاريخي."
من جانبه، رأى الدكتور عبد الله المحيسني،
مسؤول عام جمعية الهدى، أن الزيارة تمثل "درساً عملياً في فهم النصوص الدينية
وتطبيقها على الواقع المعاصر".
وأضاف في تعليق له نشره على صفحته على منصة
"إكس": "إن من أعظم التحديات في عصر الانفتاح المعلوماتي أن يعتقد
البعض أن امتلاك المعلومة يغني عن الفهم العميق، وهذا ما يؤدي أحياناً إلى إساءة
تفسير النصوص وتضليل الأجيال. زيارة الرئيس الشرع تُظهر كيف يمكن ترجمة المبادئ
الدينية إلى تجربة عملية، تعزز الوسطية والتعايش، وتقدّم صورة للإسلام تقوم على
العدل والرحمة، بعيداً عن الغلو والتحريف".
والكنيسة المريمية في دمشق القديمة تُعد واحدة من أبرز المعالم المسيحية في العاصمة السورية، وهي مركز روحي وثقافي للروم الأرثوذكس. تأسست منذ قرون، ولعبت دوراً أساسياً في تعزيز التعايش بين الطوائف المسيحية والإسلامية، كما كانت شاهدة على مسار تاريخي طويل يعكس تنوع المجتمع الدمشقي وتقاليده الدينية والاجتماعية.