أعلن وزير الخارجية
السوداني علي يوسف، الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق مع موسكو بشأن إنشاء قاعدة بحرية روسية على السواحل السودانية المطلة على البحر الأحمر.
جاء ذلك خلال جلسة مباحثات مشتركة عقدت في العاصمة الروسية موسكو بين الوزير السوداني ونظيره الروسي سيرغي لافروف، ناقشا خلالها الأوضاع في السودان وتفاصيل إنشاء القاعدة الروسية.
وأكد يوسف في مؤتمر صحفي عقب المباحثات أن البلدين متفقان تمامًا على هذا الموضوع، ولا توجد أي عقبات تذكر، مشيرًا إلى أن الطرفين توصلا إلى تفاهم كامل حول جميع التفاصيل.
وأعرب الوزير السوداني عن رفض بلاده لأي تدخلات خارجية في شؤونها الداخلية، معربًا عن تقديره لاستخدام
روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لإفشال قرار يقضي بإرسال قوات دولية إلى السودان.
وأشار يوسف إلى التقدم الذي أحرزه الجيش السوداني على عدة جبهات قتالية، مؤكدًا أن ذلك ساهم في تعزيز الموقف التفاوضي للسودان في المحافل الدولية وفي اتصالاته مع الدول الأجنبية.
ولفت إلى أنه قدم إحاطة مفصلة للحكومة الروسية حول الأوضاع في السودان، معربًا عن تقديره للفهم العميق والاستجابة الإيجابية من الجانب الروسي.
كما أنه أشار إلى تفهم عدد من الدول، بما في ذلك مصر والسعودية ودول أفريقية، للأوضاع في السودان، متهمًا في الوقت ذاته دولًا أخرى بدعم ما وصفه بـ"تمرد" قوات "الدعم السريع" ضد الدولة السودانية.
من جانبه، كشف لافروف عن مبادرة روسية تهدف إلى حل الأزمة السودانية، مشيرًا إلى أن بلاده بدأت في اتخاذ خطوات إضافية لتحقيق تسوية سياسية.
وأعرب عن استعداد روسيا للتعاون مع دول أخرى للمساهمة في إحلال الاستقرار في السودان، مؤكدًا على موقف بلاده الداعي إلى وقف العمليات العسكرية وبدء حوار وطني شامل بين السودانيين.
يذكر أن موسكو أعلنت في كانون الأول/ ديسمبر 2017 عن اتفاق مع الحكومة السودانية لإقامة قاعدة تموين وصيانة روسية على السواحل السودانية المطلة على البحر الأحمر. إلا أن الاتفاق تعثر بعد الإطاحة بنظام الرئيس السوداني عمر البشير إثر الثورة الشعبية في نيسان/ أبريل 2019.
وتجددت النقاشات حول الاتفاق بين القادة العسكريين في السودان والحكومة الروسية، وسط معارضة شعبية وسياسية لإنشاء قواعد عسكرية أجنبية على السواحل السودانية.
وفي شباط/ فبراير 2021، رست سفينتان حربيتان أمريكية وروسية في نفس الوقت على السواحل السودانية المطلة على البحر الأحمر، في إطار التنافس الاستراتيجي بين واشنطن وموسكو في المنطقة.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، زار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار موسكو، وذلك بعد شهر من تصريحات لعضو مجلس السيادة ياسر العطا، الذي أشار إلى تلقي السودان طلبًا من روسيا لإنشاء نقطة تزود بالوقود على سواحلها المطلة على البحر الأحمر.