قال السياسي
المصري الناصري٬ حمدين
صباحي٬ في مقال حول ذكرى ثورة 25 يناير٬ عنونه "نصيبي من الخطأ| مساهمة في النقد الذاتي": "أكتب هذه الرسالة لأقول لهم: أشهد أنني أخطأت، وأقدم لكم
اعتذاري. اعتذار لا يقتصر على من أحبوني، وإنما يمتد إلى كل من أحببتهم، وقد أحببت كل من شاركوا في 'جنة التحرير'، سواء اتفقوا معي أو اختلفوا، من الشهداء والجرحى والمعتصمين والمتظاهرين، إلى الذين لم يدخلوا الميدان لكنهم استحضروه في قلوبهم، إلى كل من دعا أن ينصر الله الثورة ويحمي الثوار".
وأضاف: "كل امتناني لمن يشاء أن يتكرم بقبول اعتذاري. لكنني أرجو ما هو خيرٌ وأبقى: أن نتشارك التعلم من أخطائنا، كي لا تنكسر ثورةٌ أخرى".
وتابع صباحي: "أبدأ بنفسي. انكسرت
ثورة يناير، وكما تقول الحكمة الشعبية البسيطة والعميقة: 'اللي انكسر يتصلّح'، وهي حكمة تُلهم أصحاب الحلم في مواجهة مقولة 'اللي انكسر عمره ما يتصلح' التي يتسلح بها مروجو اليأس".
وأوضح أن ثورات الشعوب ليست طريقًا ممهدًا ولا خطًا مستقيمًا، مشيرًا إلى أن العديد من الثورات العظيمة تعرضت لانتكاسات وهزائم مؤقتة، وخاضت جولات من الصراع حتى تحقق لها النصر في النهاية. وأكد أن هذه إحدى سنن التاريخ، وأن ثورة 25 يناير ليست استثناءً من هذه القاعدة.
وأشار إلى أن انتصار ما انتكس وإصلاح ما انكسر يتطلب توافر ظروف مواتية ومقومات كافية، أهمها وجود بديل منظم وكفء يحظى بتأييد شعبي واسع. ووصف هذا بأنه الواجب الأول والأهم الذي يتطلب اجتهادًا فكريًا وعملًا دؤوبًا.
واختتم صباحي بالقول: "إنه واجب الوقت، وكل وقت. والذين ينهضون بهذا الواجب سيكونون أقرب للنجاح كلما حرصوا على تجديد الإيمان بضرورة الثورة وإمكانيتها، وعلى نقد مسيرة الثورة بصدق. فكل نقد من موقع الولاء للثورة هو تحصين لأصحاب الحلم من تكرار أخطائهم، وتمكين لهم من إصلاح ما انكسر".
وأضاف: "لم يكن الإنسان ليتمكن من بناء حضارته وتجديدها عبر التاريخ لولا قدرته على اكتشاف أخطائه والتعلم منها. وهذا هو جوهر النقد ومقصده، ثم تأهيل النفس للتصحيح وامتلاك مقومات تمكين الصواب. حتى يمكن القول إن التاريخ هو تجلي اجتهاد الإنسان في تصويب الخطأ وإصلاح ما انكسر".
وتابع: "وكم ترافق النقد مع مراحل التطور والتجديد والازدهار، قدر ما تلازم التواطؤ والإنكار مع فترات الركود والتخلف والانحدار. وهذه سُنَّة أخرى من سُنن الاجتماع البشري، تدعو للقول بأن ممارسة النقد فريضة واجبة على كل عاقل يريد حياة أفضل للإنسان، أو فضيلة يليق بكل راشد حر أن يتحلى بها".
وختم صباحي بالقول: "لهذا أبدأ بنفسي. لكنني لا أطمئن للقيام بواجب النقد ما لم أسبقه بالنقد الذاتي، فنقدي لنفسي واعترافي بأخطائي في مسيرة الثورة يسبق نقدي لسواي. هذا أوجب وأليق، وهو أزكى للنفس".
وقال صباحي: يتحدد مضمون هذا النص في عرض "نصيبي من الخطأ" دون الخوض في التفاصيل، إذ لا أهدف إلى تأريخ الثورة، بل إلى التركيز على أخطائي خلال مسيرتها، والتي ألخصها في خمس نقاط:
1. الفشل في تشكيل مجلس رئاسي مدني يتولى السلطة في المرحلة الانتقالية.
2. التراخي في التوافق على مرشح يمثل الثورة في انتخابات 2012.
3. العجز في مواجهة بوادر الردة بعد 3 يوليو 2013.
4. ترشحي لانتخابات الرئاسة 2014.
5. التقصير في بناء التنظيم.
نشطاء منصات التواصل يعلقون
وأثار الاعتذار والنقد الذاتي الذي قدمه صباحي جدلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي٬ حيث رحب البعض بهذا الاعتذار بينما قال البعض الآخر بأن هذا الاعتذار جاء متأخرا.
وصف الحقوقي المصري المعارض بالخارج هيثم أبو خليل٬ اعتذار الصباحي٬ بـ"شجاعة".
بينما انتقد البعض هذا الاعتذار متسائلين عن سبل تنفيذ بعض البنود مثل "المجلس الرئاسي المدني". كما حمله البعض مسؤولية فشل الثورة عن طريق جبهة الإنقاذ التي سلمت البلاد للعسكر.