التقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس، مع رئيس جمهورية
أفريقيا الوسطى، فوستين آركانج تواديرا، في موسكو، وذلك في أول محادثات دولية للرئيس الروسي هذا العام، وبالنظر للأهمية التي يوليها لأفريقيا.
وقبل الاجتماع، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: "هذا مرتبط بحقيقة أننا نعمل على تطوير العلاقات مع جمهورية أفريقيا الوسطى في جميع المجالات الممكنة، بما في ذلك المجالات الحساسة للغاية المتعلقة بالأمن ونعتزم تطوير هذا التعاون بشكل أكبر".
وفي خضمّ عدم الاستقرار الذي تعيش على إيقاعه الدول الأفريقية التي توصف بـ"الهشّة"، لسنوات طِوال، بات الاعتماد على العروض العسكرية الروسية سائداً بشكل متزايد؛ وسط حملة عدوانية من جانب موسكو لتقليل النفوذ الغربي بالقارة.
جرّاء ذلك، مع امتداد يد
روسيا في أفريقيا، خاصة بقلب منطقة الساحل، وهي الغنية بالمعادن، والتي تعاني أيضا من الانقلابات المتكررة وأيضا التمرد المسلح والتمرد المتطرف، تتواصل المشاعر المعادية للغرب، التي تغذيها روسيا جزئيا، على هندسة خروج القوات الغربية من مساحات واسعة من الأراضي، والكرملين هو الأوفر حظا لملء الفراغ الذي يُترك.
تجدر الإشارة إلى أن ساحل العاج وتشاد هما الأحدث في سلسلة المستعمرات الفرنسية السابقة في غرب ووسط أفريقيا؛ فيما لجأت النيجر ومالي وبوركينا فاسو، التي تسيطر عليها المجالس العسكرية الآن، إلى روسيا للحصول على الدعم الأمني، متجاهلة بذلك دعوات شركائها الغربيين السابقين للعودة السريعة إلى الحكم المدني.
أيضا، تعتبر موسكو شريكًا يوصف بكونه "مرغوبًا فيه" من طرف المستعمرات السابقة غير الفرنسية، مثل: غينيا الاستوائية، التي تستضيف ما يقدّر بنحو 200 مدرب عسكري نشرتهم روسيا في تشرين الثاني/ نوفمبر لحماية رئاسة الدولة الواقعة في وسط أفريقيا.
وغينيا الاستوائية، الدولة الصغيرة الغنية بالنفط، يحكمها الرئيس تيودورو أوبيانج، ذو الـ 82 عاما، منذ 45 عاما بعد انقلاب عام 1979.
إلى ذلك، تعزز روسيا وجودها خارج غرب ووسط أفريقيا، في شمال القارة، إذ تعمل على دفع قوات "فاغنر" لدعم مَن يوصف بكونه الحاكم الفعلي لشرق ليبيا، الجنرال خليفة حفتر. وبعد الإطاحة بالأسد، الشهر الماضي، قامت موسكو بتشغيل رحلات جوية عدّة من وإلى قاعدة جوية في شرق ليبيا، توجه بعضها إلى مالي.