نشرت صحيفة "
واشنطن بوست" الأمريكية، مقالا للمعلّق ديفيد إغناطيوس، قال فيه إنّ: "الاتفاق الذي أعلن عنه هو أخبار سارة تنهي كما يؤمل النزاع الرهيب. ولكنه أشار إلى خطاب وزير الخارجية، أنتوني
بلينكن، يوم الثلاثاء، أمام المجلس الأطلنطي. وكان واضحا وصريحا في خطابه، لكونه سيغادر منصبه".
وأوضح إغناطيوس، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "بلينكن، كشف في خطابه عن مدى صعوبة تحقيق بداية جديدة نحو السلام الإسرائيلي -الفلسطيني. فيما تحدث عن العقبات بدلا من الاختراقات".
وعلّق إغناطيوس بأن: "الخطابات لو كانت تنزف دما، فلون خطاب بلينكن سيكون أحمر. وظل الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني يُعلق على رقبة كل وزير خارجية، منذ جورج شولتز في الثمانينيات".
وأبرز: "لقد عملوا جميعا على خلق "حل الدولتين"، وهو الهدف الذي يبدو واضحا للغاية للجميع باستثناء الأطراف المشاركة بشكل مباشر. وفي الوقت الذي تحدث فيه عن قيادات المنطقة الذين يضعون مصالحهم الخاصة فوق مصالح مواطنيهم، في إشارة إلى نتنياهو".
وأردف: "إلا أن بلينكن ناقش
غزة التي ظلت تطارده ووزارته، وقال كلاما لا يعبر عنها عادة، فحرب غزة جلبت معاناة لا توصف للمدنيين الفلسطينيين؛ وخسر عدد كبير من السكان واحدا من أحبائهم. ويعاني السكان بالكامل من الجوع. وقد نزح عدد من السكان...".
وأكد الكاتب أن "بلينكن، الذي كان زوج أمه أحد الناجين من الهولوكوست، صديقا مخلصا للغاية لإسرائيل، كما كان رئيسه، جو بايدن. لكن يمكنك أن تشعر بغضبه تجاه نتنياهو، الذي عرقل لأكثر من عام الجهود الأمريكية للتخطيط لـ"
اليوم التالي" في غزة بشكل يخفف عنهم البؤس".
وقال: "لقد عملت حكومة إسرائيل بشكل منهجي على تقويض قدرة وشرعية البديل الوحيد القابل للتطبيق لحماس: السلطة الفلسطينية". أما بالنسبة للمساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، فإن: جهود إسرائيل كانت بعيدة كل البعد عن تلبية النطاق الهائل للاحتياجات في غزة.
وأوضح: "تحوّل الإحباط إلى غضب عارم في وصف بلينكن للإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهي الإجراءات التي عمقت التوتر هناك. ففي عهد نتنياهو، تعمل إسرائيل على توسيع المستوطنات وتأميم الأراضي بوتيرة أسرع من أي وقت مضى في العقد الماضي".
وقال الكاتب إنه: "راقب الوضع هذا منذ 40 عاما. ولكن بلينكن وضع الأمر بصراحة وقال: يتعين على إسرائيل أن تقرّر العلاقة التي تريدها مع الفلسطينيين. ولا يمكن أن يكون هذا وهما بأن الفلسطينيين سيقبلون أن يكونوا شعبا غير معترف به بدون حقوق وطنية".
وتابع: "يتعين على الإسرائيليين التخلي عن الأسطورة القائلة بأنهم قادرون على تنفيذ الضم بحكم الأمر الواقع دون تكلفة أو عواقب على ديمقراطية إسرائيل، ومكانتها، وأمنها".
ورأى أنّ: "خطة بلينكن التي قدمها لليوم التالي في خطابه معقولة، وهي الخطة التي تمنح طريقا منطقيا للخروج من الموت والدمار في غزة. ومن المؤكد أن نتنياهو يفهم ذلك، لكنه عرقل جهود بلينكن طوال الأشهر الماضية؛ ومن الواضح، أن هذا أمر فظيع بالنسبة للفلسطينيين".
قال بلينكن: "الحقيقة التي لا تشوبها شائبة هي أنه حتى هذه النقطة، إما فشلوا في اتخاذ هذه القرارات الصعبة، أو تصرّفوا بطرق تجعل الصفقة والسلام الطويل الأمد أبعد من المنال".
واستدرك: "يمكنك أن تزعم أن بلينكن كان ينبغي أن يلقي هذا الخطاب قبل أشهر. أو أن بايدن كان ينبغي أن يستخدم نفوذ الولايات المتحدة لإجبار إسرائيل على تحقيق نتيجة مستقرة في غزة. اعترف بلينكن نفسه بأنه لم يتخذ كل قرار بشأن غزة بشكل صحيح".
وختم بالقول: "وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى قد يشكلان بداية جديدة للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وليس مجرد هدوء آخر في القتال. إن تعليقات بلينكن الواضحة هي بمثابة هدية لكل من يريد أن يتعامل بجدية مع السلام بعد الرعب الذي شهدته غزة".