رحب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بوقف العدوان على
غزة العزة، مثمناً صمودها ومقاومة أبطالها وتضحياتهم.
ودعا الاتحاد في بيان، "الجميع للمشاركة في إعادة إعمار غزة، وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لأهلها الصامدين.
كما طالب بملاحقة جميع مرتكبي جرائم الإبادة، وتغريمهم بتعويض كل ما أفسدوه.
وقال في بيانه إنه "تابع بكل ألم وأسى ما شهدته غزة من إبادة جماعية خلال 16 شهرا، حيث استهدفت المدنيين والمرافق الحيوية، ما أسفر عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف من المدنيين، وأكثرهم نساء وأطفال وشيوخ، وقد تسبب العدوان في تدمير المستشفيات، والمدارس، والمساجد، والكنائس، فضلاً عن المعاناة الإنسانية الشديدة التي لحقت بالسكان المحاصرين في المخيمات وأماكن النزوح".
وأضاف: "لقد تصدى أهل غزة، رغم قسوة الظروف، لهذا العدوان بكل شجاعة وصمود، وبذلوا تضحيات جساما في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم. إن صمودهم في وجه هذا العدوان على مدار أكثر من عام يعد شاهداً على قوتهم وإرادتهم في مواجهة القهر والظلم".
ودعا الاتحاد "جميع الدول الإسلامية وغيرها، والأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والإغاثية المحلية والدولية إلى تنظيم حملات لجمع التبرعات، والزكوات والإسهام الفعال في إعادة إعمار غزة العزة، وبخاصة لإعادة بناء المستشفيات، والمدارس، والمنازل، والبنية التحتية المدمرة، وكذلك لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة مثل توفير الغذاء، ومياه الشرب، والأدوية، والخدمات الصحية، والتعليمية".
كما طالب بصورة خاصة المسلمين جميعا إلى واجب البذل والإيثار، فهذا واجب الوقت اليوم لا يسبقه واجب مالي آخر، ولم يبق عذر فقال تعالى: (هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) (محمد:38)
كما حث الاتحاد وسائل الإعلام إلى بذل أقصى الجهود في تسليط الضوء على ما قام به
الاحتلال الصهيوني من الجرائم ضد الإنسانية، ومعاناة المدنيين في غزة، وتحفيز المجتمع الدولي على المشاركة في جهود الإغاثة والإعمار.
ودعا الاتحاد المؤسسات القانونية والجنائية للتحقيق في الجرائم المرتكبة في غزة من قبل الكيان الصهيوني، بما في ذلك الهجمات العشوائية على المدنيين، وقتل الأسرى، وتدمير المنشآت المدنية، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً. يجب أن تتم ملاحقة ومعاقبة المسؤولين عن انتهاك القوانين الدولية لحقوق الإنسان.
وشدد الاتحاد على ضرورة أن يواصل المجتمع الدولي دعم غزة بشكل فعال، والضغط على دول الطوق بفتح جميع الممرات، ورفع الحصار الظالم على أهل غزة منذ سنوات من قبل الكيان الصهيوني المجرم.
وتوجه بالدعوة للعلماء والأئمة والمؤسسات العلمية لترسيخ حقيقة المؤاخاة بين الداخل والخارج:
يحث الاتحاد العلماء والأئمة، والمؤسسات العلمية، على القيام بدورهم الفاعل في تعريف معاناة الشعب الفلسطيني في خطبهم ومحاضراتهم، وحث الأمة الإسلامية على تعزيز التآخي والتعاون، على غرار المؤاخاة التي تمت بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة، والوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة.