سياسة دولية

الاحتلال يعلن اعتراض مسيّرة أُطلقت من اليمن ويدرس توجيه ضربة لـ"الحوثي"

شهدت الأسابيع الأخيرة إطلاق العديد من المسيرات من اليمن باتجاه الأراضي المحتلة- الأناضول
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين، عن اعتراض طائرة مسيّرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، أُطلقت من اليمن، بينما أكدت تقارير إسرائيلية أن صبر تل أبيب تجاه جماعة أنصار الله "الحوثي" بدأ بالنفاد وسط محاولتها "ملئ فراغ" حزب الله.

وقال جيش الاحتلال في بيان: "اعترضت سفينة صواريخ تابعة لسلاح البحرية في منطقة البحر المتوسط مسيرة معادية أطلقت من اليمن، وقد تمت عملية الاعتراض قبل أن تخترق المسيرة الأجواء الإسرائيلية".

وشهدت الأسابيع الأخيرة إطلاق العديد من المسيرات من اليمن باتجاه الأراضي المحتلة، وكان آخرها الخميس الماضي ضمن المنطقة الجنوبية.

وكشفت إذاعة الجيش أنه "منذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر، فقد أطلق الحوثيون في اليمن 5 صواريخ باليستية و5 طائرات مسيرة على إسرائيل".

وتستهدف جماعة أنصار الله "الحوثي" بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، وينفذون هجمات بصواريخ ومسيّرات على "إسرائيل"، بينها عمليات استهدفت "تل أبيب"، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية.

وبهذا الشان، اعتبر الكاتب الإسرائيلي ليلك شوفال في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أن بسبب "الهجمات من عدة جبهات فهناك حالة من فقدان الصبر في إسرائيل تجاه الحوثيين في اليمن، وفقط الأسبوع الماضي، أطلق الحوثيون صواريخ أرض-أرض باتجاه إسرائيل وعدد من الطائرات بدون طيار، في الوقت نفسه، يواصل الجيش تنفيذ هدفه بتدمير المواقع المهمة في سوريا، وقد هاجم أمس موقعًا عسكريًا في سوريا".

وأضاف الكاتب أن الجيش الدفاع يقدر أن "سبب تكثيف الهجمات من قبل الحوثيين في الأيام الأخيرة يعود جزئيًا إلى الضربة القاسية على المحور بأسره، وإلى محاولتهم ملء الفراغ بهجماتهم تجاه إسرائيل".
وأوضح "في جهاز الأمن، يتبلور الفهم بأن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، وفي إسرائيل يدرسون إمكانية تنفيذ عملية كبيرة أخرى، الثالثة من نوعها، ضد الحوثيين في اليمن.. والجيش فعلا يستعد لعملية هجومية في اليمن".

وأوضح الكاتب أن "الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا هجمات واسعة النطاق في اليمن، وذلك بعد الهجمات التي أسفرت عن قصف 36 هدفًا للحوثيين في البلاد، وكانت 4 هجمات في منطقة مدينة صعدة في شمال غرب اليمن و11 هجومًا آخر في مدينة الحديدة الساحلية غرب البلاد.

وخلال الفترة الماضية، قال كاتب إسرائيلي إن قدرة الحوثيين على التحدي المباشر لدولة الاحتلال قد تبدو صعبة، لكنهم قادرون على تعريض أصولها الاستراتيجية للخطر، في ضوء العجز عن العثور على حل لتهديدهم البحري المتصاعد.

داني سيترينوفيتش الكاتب بصحيفة معاريف، أكد أن "الطائرة بدون طيار التي أصابت قبل أيام مبنى سكنيا في يافنه قرب أسدود، مؤشر آخر على أنه، بعكس ما يحدث في لبنان وسوريا والعراق، فقد قررت قيادة الحوثيين في اليمن مواصلة القتال ضد الاحتلال بأي ثمن، حتى انتهاء الحرب في غزة على أقل تقدير، مع العلم أن إطلاق تلك الطائرة مؤخرا ليس حدثا معزولا، فقد أطلق الحوثيون مؤخرا عدداً من صواريخ أرض-أرض ضد إسرائيل".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "رغم الهجمات التي نفذها الاحتلال ضد الحوثيين في ميناء الحديدة، فإنهم يواصلون مهاجمة الوجود البحري الأمريكي في منطقة المضيق، مع العلم أن نشاطهم بات ملحوظا عقب اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وقطع الاتصال العملي بين حزب الله وحماس، وعدم رد إيران على الهجوم الإسرائيلي ضدها، وركود أنشطة المليشيات الشيعية في العراق".

وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.