كشفت وسائل إعلام عبرية عمّا أسمته بـ"تشكّل واقع جديد ومحفوف بالمخاطر، يجري تحت الرادار الإسرائيلي في
الحرم الإبراهيمي بمدينة
الخليل"، أحد أكثر الأماكن المقدسة والمتفجرة في الشرق الأوسط، وذلك فيما ينشغل العالم بالحرب على غزة ولبنان.
وأوضح الكاتب في
موقع زمن إسرائيل، شالوم يورشاليمي، أنه "في نهاية الأسبوع الماضي، جاء عشرات آلاف المستوطنين للحرم الإبراهيمي في الخليل، ملأوا شوارع وأزقة مستوطنة كريات أربع، وأقاموا الخيام والمقطورات، وناموا في المعابد اليهودية، حتى أن بعضهم هاجموا قائد المنطقة الوسطى في الجيش آفي بيلوت، ووصفوه بالخائن، وسدّوا طريق مروره".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن: "عددا غير قليل من الوزراء حضروا هذه الفعالية، بينهم إيتمار بن غفير، وأوريت شتروك، وبيتسلئيل سموتريش، وعميحاي إلياهو، وأريئيل بوسو، وزئيف إلكين، وغيلا غمليئيل، وقد وصل عدد منهم للحرم الإبراهيمي في مثل هذا اليوم منذ 15 عامًا، وقد ساد حديث حول ما يمكن تسميته "تغيير الوضع الراهن في الحرم الابراهيمي، في ظل انشغال العالم بحرب غزة ولبنان، والانتخابات الأمريكية".
وأشار إلى أن: "ما يشهده الحرم الإبراهيمي في الخليل يعني أنه يجري تزوير واقع جديد ومحفوف بالمخاطر في أحد الأماكن المقدسة والمتفجرة في الشرق الأوسط، رغم ما شهده في سنوات سابقة من اشتباكات دامية لا تعد ولا تحصى بين
الفلسطينيين والمستوطنين، أشهرها مذبحة باروخ غولدشتاين في فبراير 1994، وأسفرت عن استشهاد العشرات من المصلين في منتصف شهر رمضان".
ونقل عن رئيس المجلس الاستيطاني في الخليل، نوعام أرنون، أن "الوزراء وعدوهم بتطورات كبيرة قد يشهدها الحرم الإبراهيمي قريباً، ومرّت 30 سنة بالفعل منذ مذبحة غولدشتاين، والعالم يتغير، مع العلم أنه بعد تلك المذبحة قامت لجنة برئاسة رئيس المحكمة العليا السابق، مئير شمغار، بوضع ترتيبات للصلاة فيه بين المسلمين واليهود".
"يحظى المصلون المسلمون بالصلاة فيه على مدار السنة، باستثناء عشرة أعياد لليهود، ووقت دخولهم إليه، فيما يُسمح لليهود بالصلاة طوال العام في القاعات الأخرى، بما فيها مغارة البطاركة في الجزء المسمى H2 من مدينة الخليل، الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة" تابع التقرير نفسه.
ونقل عن أوساط المستوطنين أن "هذه المغارة بجانب الحرم القدسي وقبر يوسف والحرم الإبراهيمي، هي ممتلكات الشعب اليهودي، رغم سيطرة الوقف الإسلامي على المغارة، وصلاحيات إدارته، رغم ما شهدته من نزاعات طويلة حول ملكيته، التي تتجدّد اليوم مع انتهاء الانتخابات الأمريكية، وتشكيل فريق الرئيس دونالد ترامب، المؤيدة للاحتلال، بما فيها سيطرته على جميع قاعات المغارة".
إلى ذلك، زعم عضو الكنيست من حزب الليكود، أفيخاي بورون، أنه: "يجب استغلال انتخاب ترامب رئيسا، و"تأميم" الحرم الإبراهيمي، رافضا استمرار حقوق الملكية للمغارة بيد الأوقاف الإسلامية، رغم علمه بأن أي تغيير يحدث فيها يعني اندلاع حرب دينية، لأنه لا يمكن بناء مصعد صغير في مساحة مترين دون توافق، لأنه يعني مصادرة المنطقة من أيدي المسلمين، وسيكون الموقع بأكمله موقعًا تراثيًا لليهود".
وأشار الكاتب إلى أن "عددا من كبار مسئولي إدارة ترامب يتماهون مع مطالب اليمين الإسرائيلي الخاصة بالمواقع الدينية للمسلمين في الأراضي الفلسطينية، خاصة وزير الخارجية المعين ماركو روبيو، ومايك والتز مستشار الأمن القومي القادم، كما يدعم مايك هاكابي، القس الإنجيلي والسفير الأميركي القادم لإسرائيل، ما يزعم بأنه "الوعد الكتابي" بأن كل شبر من أرض فلسطين مُنح لشعب "إسرائيل"، زاعما أن هناك إمكانية لضم
الضفة الغربية، وقد زار مستوطنة عمونا التي تم إخلاؤها قسراً في شباط/فبراير 2017، ومع كل هذا الحماس اليميني الاسرائيلي لتغيير الوضع الراهن في الحرم الإبراهيمي، فإنه قد يفتح جبهة جديدة-قديمة أمام الفلسطينيين".