صحافة إسرائيلية

"هآرتس": الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في غزة حتى 2025 على الأقل

قالت "هآرتس": "كما يبدو هذا على الأرض فإنه قبل 2026 الجيش لن يخرج من غزة"- إكس
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير مطول نشرته، الأربعاء، أن "الجيش الإسرائيلي" يُنشئ بنى تحتية لمدى طويل في قطاع غزة،  و"يستعد للبقاء حتى 2025 على الأقل".

وأشارت الصحيفة إلى أنه بناء على صور الأقمار الصناعية، فإن "الجيش يقوم بتحويل بعض المحاور إلى شوارع واسعة ويبني مواقع كبيرة وينشئ بنى تحتية لمدى طويل في غزة، والتي بعضها يصل إلى مناطق كانت ذات يوم مستوطنات".

وتابعت: "الأعمال هنا تتقدم بشكل حثيث. ما كان قبل بضعة أشهر أكوام تراب وأنقاض بيوت مدمرة، أصبح الآن مواقع بناء في مراحل تطوير متسارعة. شوارع واسعة يتم شقها، محطات إرسال هوائية يتم نشرها، وبنى تحتية للمياه والمجاري والكهرباء، وبالطبع مبان متنقلة".

وأردفت بقولها: "الحديث لا يدور عن مشروع جديد للحكومة أو رد معين على مشكلة غلاء المعيشة لمواطني الدولة، بل عن مشروع مختلف كليا"، موضحة أن "هذه الصور الموجودة في ممر نتساريم يمكن رؤيتها في أماكن مختلفة في قطاع غزة. زخم التطوير في الذروة، والهدف، سواء كان الحديث يدور عنه بشكل علني أو غير علني، واضح: إقامة بنى تحتية لتواجد طويل للجيش في المنطقة، على الأقل في المرحلة الأولى".

وذكرت أنه "منذ بداية الحرب سيطر الجيش الإسرائيلي على مناطق وعلى طرق في القطاع. ولكن البيانات التي وصلت لـ "هآرتس" تبرهن على الحجم والنطاق الذي يدور الحديث عنه الآن. الجيوب بدأت تذكر بفترة ما قبل الانفصال في 2005. شارع واسع في ممر نتساريم وفي محيطه مواقع جديدة".

ونوهت إلى أنه "في كيسوفيم أيضا تم شق شارع بجانبه منطقة تجمع وحوله منطقة مفتوحة، على الأقل حتى الآن. ولكن ليس فقط ما نراه على الأرض يشير إلى استمرار تواجد الجيش في القطاع في السنة القادمة. هذه النتيجة تظهر أيضا من الاطلاع على الرسم البياني للقتال في العام 2025، الذي حصل عليه مؤخرا ضباط وجنود في الخدمة النظامية وفي الاحتياط".



وبينت الصحيفة أن هذا يشي بأن الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة بدأ في "تسوية مناطق واسعة في القطاع، أو بلغة عسكرية أقل، تدمير المباني والبنى التحتية القائمة بشكل لا يمكن أن تختفي هناك أخطار على الجنود، وأيضا لا يمكن لأحد العيش فيها".

ولفتت إلى أنه "إضافة إلى هذه النشاطات توجد أعمال بنى تحتية عسكرية جديدة، شق المحاور والطرق الواسعة وحتى تمهيد الأرض لأماكن سكن لفترة طويلة".

وتطرقت إلى أن "جهات رفيعة في المستوى السياسي وفي جهاز الأمن يكررون بأن إخلاء شمال القطاع ليس جزءا من "خطة الجنرالات" من أجل فرض الحصار على المنطقة وإخلاء سكانها، التي بحسبها أيضا منع المساعدات الإنسانية يعتبر أمرا مشروعا. ولكن مصادر أمنية رفيعة تحدثت مع الصحيفة أكدت في محادثات مغلقة بأن ما يتم عرضه على الجمهور الإسرائيلي ليس بالضرورة ما يحدث بالفعل".

وفسرت ذلك بالقول: "مثلا، هذه الجهات قالت، إن الجيش الإسرائيلي مطلوب منه الآن إخلاء قرى ومدن من سكانها، ومن أجل تأكيد ذلك، في المنطقة التي كان يعيش فيها عشية الحرب أكثر من نصف مليون غزي، بقي الآن حوالي 20 ألف غزي وربما أقل".

وتابعت: "هذا الأمر تم طرحه في محادثات أجراها في الفترة الأخيرة أشخاص رفيعون في إدارة بايدن مع نظرائهم الإسرائيليين. رجال الإدارة حذروا من أنه حسب تقارير منظمات دولية فإنه يوجد الآن خوف حقيقي من محاولة تجويع السكان المدنيين في شمال القطاع. الحديث يدور عن منطقة تقريبا لم يعد يوجد فيها أي بيت صالح للسكن، وهذا ليس بالصدفة. من محادثات مع قادة وجنود في الميدان، ومن جولة في منطقة القتال، يتبين أن الجيش الإسرائيلي يعمل بشكل ممنهج لتسوية المباني التي ما زالت قائمة هناك. "نحن لا نستيقظ في الصباح ونحضر جرافة "دي 9" ونقوم بتدمير الأحياء"، قال ضابط كبير شارك في القتال. "ولكن إذا كان يجب علينا التقدم إلى أماكن معينة فنحن لا نعرض قواتنا للخطر بواسطة تفخيخ وعبوات".



وأكدت "هآرتس" أن "شمال القطاع هو جزء كبير في الصورة ولكنه ليس كل الصورة. حسب الخطة التي يتم تنفيذها فإن الجيش يعمل على الاحتفاظ بأربع مناطق كبيرة في المنطقة على الأقل. منطقة بارزة منها هي ممر نتساريم. سلاح الهندسة قام بشقها عند بداية الحرب وتم استخدامها كممر لوجستي للقوات العاملة وفيما بعد لإدخال المساعدات الإنسانية. ولكن مع مرور الوقت غير الهدف وصورته".

وأوضحت أنه "بعد أعمال تسوية واسعة في المنطقة لم يعد الحديث يدور عن ممر، بل عن منطقة واسعة لا توجد فيها مبان. فبدلا من البيوت يوجد شارع، وبدلا من الحي توجد صحراء. "اليوم عندما نقف في الممر"، قال أحد جنود الميدان، "في أماكن معينة لا نرى بيوتا في غزة". 5 – 6 كم هو عرض الممر الآن، بطول 9 كم، هو يؤدي إلى مكان كانت توجد فيه مستوطنة نتساريم. هذا العرض غير نهائي، لأن مصادر تحدثت مع الصحيفة قالت إن قوات الجيش الآن تعمل على توسيعه، 7 كم، 3.5 كم على كل جانب".

واستدركت: "لكن الحديث لا يدور عن شارع في أي مكان. في الواقع لا يوجد هناك بناء قديم، لكن جديد يوجد. بمعنى ما يمكن القول إن هذا مشروع رئيسي لمواقع غزة الجديدة. على جانبي الممر يوجد عدد منها، كبيرة - التي فيها شوارع واسعة توصل إليها، وهي من شأنها أن تكون فيها قوات غير قليلة لفترة طويلة".

 وذكرت أن "منطقة أخرى على خارطة الطرق الجديدة لإسرائيل هي محور فيلادلفيا. ففي الوقت الذي تتم فيه الاتصالات من أجل التوصل إلى اتفاق تبادل دخلت إلى حالة جمود، والنقاشات أيضا حول أهمية الاحتفاظ به، فإنهم في الجيش قاموا بتسوية مناطق واسعة على طول المحور. في عدة أماكن الحديث يدور عن كيلومتر واحد، وفي مناطق أخرى 3 كم. وحتى أنهم في المستوى السياسي طلبوا كيلومترا آخر".



ونقلت عن مصادر في الجيش، أنه "توجد في هذا المحور مناطق الـ 4 كم فيها هي سيناريو غير منطقي، لأن معنى ذلك هو تدمير أحياء كاملة في رفح. وهي المبادرة التي يتوقع أن تزيد غضب المجتمع الدولي".

ونوهت "هآرتس" إلى أن "المنطقة الرابعة هي الأطول من بينها. الحديث يدور عن قطاع على طول الحدود بين غزة وإسرائيل، وفرقة غزة هي المسؤولة عن إعادة تشكيله. بكلمات أخرى، منطقة عازلة بعرض كيلومتر على الأقل، بين مستوطنات الغلاف وصف البيوت الأول في القطاع. الهدف هو إبعاد تهديد القذائف المضادة للدروع عن بيوت سكان الغلاف. الطريقة هي تدمير أحياء بالكامل".

 وتابعت: "لكن ما يحدث في هذه الأثناء حول كيبوتس كيسوفيم يشير إلى أن مشروع التسوية لم ينته بعد. ففي الأسبوع الماضي أعلن الجيش عن فتح طريق مساعدة لوجستية من هناك إلى داخل القطاع (أمس نشر أن هذا المحور سيستخدم أيضا لإدخال المساعدات الإنسانية). في هذه المرحلة الحديث يدور عن محور ضيق وقصير ينتهي في منطقة التقاء غير كبيرة. ولكن حسب ادعاء قادة في الميدان فإنه هكذا أيضا بدأت المشاريع السابقة، وبسرعة فإن ممر كيسوفيم سيصبح شبيها بالشوارع في محور فيلادلفيا".

وقالت الصحيفة: "حول الطريقة التي فيها حاجة معينة تتسع لتصبح مشروعا ثابتا، لا نعرف عنها فقط بواسطة الشوارع. هذه أيضا قصة المعبر الذي تمت إقامته بسرعة في بداية الحرب، الذي هدف إلى ترتيب الانتقال من شمال القطاع إلى جنوبه. وإذا كان في البداية يشبه حاجزا ارتجاليا، فهو الآن أصبح معبر حدود يفصل بين دولتين".

وختمت: "كما يبدو هذا على الأرض فإنه قبل 2026 الجيش الإسرائيلي لن يخرج من غزة"، قدر ضابط في أحد الألوية التي تقاتل في القطاع. "عندما نشاهد الطرق والمحاور التي يشقونها هنا، من الواضح أن هذا لا يخدم عملية برية أو اقتحام القوات لمناطق مختلفة. هذه المحاور تؤدي ضمن أمور أخرى، إلى أماكن تم إخلاء بعض المستوطنات منها. أنا لا أعرف عن نية لإعادة إقامتها، هذا ليس أمرا يقال لنا بشكل صريح، لكن الجميع يعرفون إلى أين سيؤدي هذا".