حول العالم

غضب مصري من طلاء أسود قصر النيل بـ "الرولة".. ترميم أم تدمير؟ (شاهد)

محافظة القاهرة أعلنت قبل أيام بدء حملة تنظيف وصيانة21 تمثالا أثريا - حساب نقابة الفنانين التشكيليين
أثارت عمليات صيانة أسود قصر النيل بمصر جدلا واسعا خلال الساعات الماضية، بعد أن انتشرت صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر طلاء الأسود التراثية بشكل يفقدها قيمتها التاريخية.

ومن جهتما أعربت نقابة الفنانين التشكيليين المصريين عن تخوفها من أعمال صيانة أسود قصر النيل ضمن خطة لصيانة 21 تمثالا في الميادين العامة في القاهرة أعلنت عنها محافظة القاهرة ووزارة السياحة والآثار.

وقالت النقابة في بيان، " بدء الشروع بتنفيذ أعمال الصيانة بدهان أسود كوبرى قصر النيل والتي لوحظ فيها استخدام ( الرولة) فى دهان التماثيل البرونز وهو ما يعد خطأ كبير ومخالف للقواعد العلمية  والفنية لأعمال الصيانة مما أفقد التماثيل قيمتها الفنية وطمس (الباتينا) اللونية الأصلية لخامة البرونز  لأعمال  ذات قيمة فنية".

وأضافت النقابة "أن الأعمال ذات التاريخ الكبير صيانتها لا تتم بالطرق التقليدية وإنما تتم بطرق أكثر دقة لإزالة الأتربة الملتصقة فقط دون استعمال ورنيشات ومواد ملمعة أفسدت العمل على المستوى البصري والتقنى"




وفي بيان أخر على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أكدت النقابة أنها تواصلت الجهات المعنية لتحديد موعد مع رئيس الإدارة المركزية للترميم الدقيق وتم التنسيق بين نقابة الفنانين التشكيليين ووزارة السياحة والآثار لتضافر الخبرات للانتهاء من عملية ترميم وصيانة أسود قصر النيل وإعادتها إلى أصل "الباتينا" اللونية للتماثيل.




وأثار تعامل محافظة القاهرة ووزارة السياحة والأثار مع ترميم أسود قصر النيل والطلاء العادي والطرق التقليدية على التماثيل البرونزية انتقادات واسعة وردود فعل غاضبة من قبل العديد من المهتمين بالفن التشكيلي والتراث.

وكانت محافظة القاهرة قد أعلنت قبل أيام بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار بدء حملة تنظيف وصيانة21 تمثالا أثريا موجودين بعدد من الميادين العامة في العاصمة المصرية، وتشمل هذه التماثيل أسود قصر النيل، ومحمد فريد، ومصطفى كامل، وسعد زغلول.

وتعود قصة أسود قصر النيل البرونزية، التاريخية في عهد الخديوي إسماعيل، فكلف النحات الفرنسي الشهير هنري ألفريد جاكيمارت وتشارلز هنري جوزيف كوردييه، بصناعة تمثالين لـ محمد علي باشا، وآخر لـ إبراهيم باشا ابنه -والذي نحته "كوردييه"- و4 تماثيل لأسود برونزية.

وصنعت تماثيل أسود قصر النيل، في الأصل لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوي إسماعيل قد خُلع، وتولى ابنه الخديوي توفيق، الحكم، وكانت تجرى في ذلك الوقت عملية تجميل كوبري الخديوى إسماعيل، ورأى أن الكوبري يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فتم وضع أسدين على كل مدخل.

وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور ترميم أسود قصر النيل معبرين عن غضبهم عن طريقة الترميم التي تسبب في انهيار قيمة التماثيل الفنية والتاريخية .