منذ إعلان جيش
الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، عن شنّ هجوم على
إيران، استمر لأربع ساعات، توالت ردود الفعل المُتباينة بخصوص الأثر البعدي لهذا الهجوم؛ وفيما أكّدت إيران أنها تصدّت بنجاح "لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض المواقع في طهران ومدن أخرى"، فقد زعم الاحتلال أنّه ألحق ضررا بنظام
الدفاع الجوي الإيراني.
ماذا يقول الاحتلال الإسرائيلي؟
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "يديعوت" العبرية، مقالا للصحفي الإسرائيلي، رون بن يشاي، جاء فيه: "لم يكن الهدف من الهجوم الإسرائيلي تهديد النظام الإيراني فحسب، بل إضعافه فعليا".
وتابع بن يشاي، عبر المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "الضرر الذي لحق بقُدرة طهران على إنتاج الصواريخ يتطلب منها أن تفكر في ما إذا كان الأمر يستحق تضييع سلاح آخر في تبادل الضربات".
وبحسب المقال نفسه، فقد زعم بن يشاي، أنّ "القيادة الإيرانية، وخاصة المرشد الأعلى علي خامنئي، تُواجه معضلة صعبة الآن في ما يتعلق بمسألة ما إذا كان سيتم الرد على الهجمات الإسرائيلية الليلة وكيفية الرد عليها".
أي أضرار للضربات الإسرائيلية؟
وزعم الصحفي الإسرائيلي أن "إسرائيل دمرت، على ما يبدو، أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية التي كان من المفترض أن تصدّ الضربات الجوية والهجمات الصاروخية على المراكز العسكرية الأكثر حساسية في الجمهورية الإسلامية، بشكل كامل وشديد على ما يبدو. وهي أنظمة دفاع جوي كان من المفترض أن تحمي أراضي طهران العاصمة والمنشآت والمصانع العسكرية الموجودة في محيطها".
"ما زلنا لا نملك، في الساعات الأولى من صباح السبت، صورة دقيقة عن الأضرار التي تمكنت الهجمات الإسرائيلية من إلحاقها بنظام الدفاع الجوي الإيراني، ولكن يمكن تقدير أنه تعرض بالفعل لأضرار جسيمة في الموجة الأولى من الهجمات" وفقا لـ بن يشاي.
وأبرز أن "إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تقومان بالتنسيق بينهما، أبلغتا طهران صراحة أنّه، في ما يتعلق بواشنطن والقدس، فإن من الممكن "الإغلاق الآن"، وأن هجوم الليلة كان يهدف عمدا إلى السماح للإيرانيين بالإغلاق".
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أشار إلى أنّ "الهجوم كان مستهدفا، وأن إسرائيل ليست لديها مصلحة في مواصلة تبادل الضربات"، وهو نفسه ما جاء به تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض.
إلى ذلك، قال بن يشاي، إنه "حتى لو قرر الإيرانيون توجيه ضربة مفاجئة لنا في الساعات المقبلة ولقد هددوا بالقيام بذلك، فلا يزال أمام مواطني إسرائيل ما لا يقل عن 12 دقيقة لتلقي تحذير ودخول المناطق المحمية، حتى لو لم تنشر قيادة الجبهة الداخلية قيودا عامة قبل ساعات قليلة".
وأشار إلى أنه "هذه المرة، تم تنفيذ الهجمات في إيران حوالي الساعة الـ02:00 صباحًا، عندما لم يكن هناك مدنيون في هذه المصانع، وهي خطوة متعمدة لمنع وقوع إصابات في صفوف المدنيين، الأمر الذي من شأنه أن يجبر النظام على الانتقام من إسرائيل".
ومضى بن يشاي، مبرزا أن "الهجوم الإسرائيلي السابق على إيران ركّز على مكان واحد، وهو أصفهان، حيث يتم تطوير الصواريخ والطائرات بدون طيار، وبجوارها أيضاً منشأة لتخصيب اليورانيوم في نطنز. وكانت الرسالة الموجهة إلى الإيرانيين في ذلك الوقت: "يمكننا تحييد كم الدفاعات الجوية".
وأشار إلى أنه وفقا للتقارير الواردة في إيران، فإنه "لا توجد معلومات مؤكدة تشير إلى أن إيران استأنفت حتى الآن جهودها لإنتاج الرأس الحربي النووي، ولكن إذا كانت التقارير التي تفيد بأن منشأة بارشين تعرضت للهجوم صحيحة، فيبدو أن الهدف كان إحباط قدرة طهران على إجراء اختبارات من شأنها أن تتقدم. في إنتاج القنبلة نفسها، إذا ومتى تقرر ذلك".
وأضاف: "إذاما قررت طهران مهاجمة إسرائيل في نهاية المطاف، فسوف يحين الوقت لكي يقدم لنا الأمريكيون مساعدة فعالة، سواء من خلال اعتراض الصواريخ الباليستية أو من خلال اعتراض الطائرات بدون طيار المتفجرة وصواريخ كروز، إذا أطلقتها إيران".
وفي السياق، زعم مسؤول إسرائيلي تسبب الهجمات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في إيران في إخراج جميع أنظمة الدفاع الجوي للجمهورية الإسلامية عن الخدمة، بحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" دون تسمية هذا المسؤول.
وقال المسؤول ذاته للصحيفة المشار إليها، إن لدى إيران 4 أنظمة دفاع جوي من طراز إس-300، والتي كانت تُعتبر أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطورا لديها"، مدعيا أن الهجوم الإسرائيلي الأخير "دمر كل هذه الأنظمة".
وأشار إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي استخدمت في هجومها على إيران مقاتلات حربية من طراز إف-35، لافتا إلى أن هذه "الطائرات تتمتع بمهارة في الإفلات من الرادار".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أن "الرسالة هي أننا لا نريد التصعيد، ولكن إذا قررت إيران التصعيد ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى"، فإن تدمير أنظمة إس-300 من شأنه أن يزيد من "نطاق حرية الحركة للإسرائيليين في السماء الإيرانية"، حسب "وول ستريت جورنال".
أي رد إيراني؟
صرّح مسؤول في الدفاع الجوي الإيراني، لوكالة أنباء "إرنا" الرسمية بأن "الدفاعات الجوية تصدّت لمحاولات الكيان الصهيوني استهداف مواقع في طهران وعدة مناطق أخرى في البلاد".
وفي السياق نفسه، قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الأحد، إن على المسؤولين الإيرانيين تحديد أفضل الطرق لإظهار قوة إيران تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد الهجوم الذي وقع، فجر أمس السبت؛ وذلك وفقا لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا".
وأكد خامنئي، أنّ "الهجوم الذي شنّه الاحتلال لا ينبغي التقليل من أهميته أو المبالغة في تقييمه"، فيما شدّد على أنّ "المسؤولين يجب أن يحددوا كيفية إبلاغ الكيان الإسرائيلي بإرادة الشعب الإيراني، وينبغي اتخاذ الإجراءات التي تضمن مصلحة الشعب والبلاد".
كذلك، أشار إلى أهمية الحفاظ على الأمن، بالقول إنه "في القضايا الأمنية، يعد الحفاظ على الأمن النفسي للمجتمع أمرًا بالغ الأهمية".
من جهته، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، السبت، إنّ "الشعب الإيراني سوف يرد على الهجوم الإسرائيلي بحكمة وذكاء"، وذلك بحسب تغريدة له في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، تعليقًا على الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل 4 جنود إيرانيين.
وكان هجوم الاحتلال الإسرائيلي، قد أتى عقب إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخًا على "إسرائيل" في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، خلال هجوم وصفته طهران بأنه "انتقام" لاغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، وحسن نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله"، والقائد في الحرس الثوري، عباس نيلفروشان.