في ظاهرة غير
مسبوقة في تاريخ
الدوري الأمريكي لكرة القدم، يتقاضى الأسطورة الأرجنتينية ليونيل
ميسي راتبا سنويا يتجاوز إجمالي رواتب اللاعبين في 22 ناديا من أصل 28 فريقا
يشاركون في البطولة.
ولا يظهر هذا
الفارق الشاسع في الأجور مكانة ميسي كواحد من أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ فقط،
بل يعكس أيضا التغيرات الكبيرة التي يشهدها الدوري الأمريكي في سعيه لجذب نجوم
عالميين وتعزيز شعبيته.
يحصل ميسي،
الفائز بكأس العالم عام 2022، على راتب يبلغ 20.4 مليون دولار سنويا من نادي إنتر
ميامي، وفقًا لتقرير صادر عن نقابة اللاعبين، ويضاف إلى هذا الرقم العائدات
المحتملة من عقود الرعاية والإعلانات، ما يزيد من دخله الإجمالي بشكل كبير، ولا يعد
هذا الدخل مجرد أرقام؛ إنه يمثل الاستثمارات الكبيرة التي وضعتها الأندية
الأمريكية في محاولة لجذب الجماهير وتحسين مستوى اللعبة.
ويتصدر إنتر
ميامي، الذي أنشأه أسطورة كرة القدم الإنجليزي ديفيد بيكهام، حاليا قائمة الأندية
الأكثر إنفاقا في الدوري، بميزانية رواتب تصل إلى 41.7 مليون دولار، وبالمقارنة،
يأتي نادي تورنتو في المركز الثاني بإنفاق 31.8 مليون دولار، بينما تنفق أندية مثل
لوس أنجلوس غالاكسي ولوس أنجلوس إف سي ما بين 22-22.1 مليون دولار.
وتكشف تلك
الأرقام عن الاتجاهات المالية المتنامية في الدوري الأمريكي، حيث تسعى الفرق
لتوسيع قاعدة جماهيرها وتعزيز جودة المنافسة، ويعكس هذا التحول رغبة الأندية في
الاستفادة من النجومية العالمية لميسي لتعزيز حضورها على الساحة الدولية، إذ يعد
انضمامه إلى إنتر ميامي علامة على بداية عصر جديد للدوري.
الجدير بالذكر
أن الدوري الأمريكي لكرة القدم، الذي تأسس في عام 1993، لم يكن معروفا بالنجوم
العالميين، لكن استثماراته الأخيرة في لاعبين مثل ميسي وكريستيانو رونالدو ساهمت
في تغيير هذه الصورة. إذ تُعتبر هذه الاستثمارات استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى
جعل الدوري أكثر تنافسية وجذب المزيد من المشجعين في الولايات المتحدة وخارجها.