أعلن
حزب الله اللبناني، رسمياً، اليوم الأربعاء، عن وفاة رئيس مجلسه التنفيذي،
هاشم صفي الدين، الذي كان مصيره مجهولاً منذ غارات
الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفته وعدداً من قيادات الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، قبل ثلاثة أسابيع.
وأفاد الحزب، في بيانه عن صفي الدين، الذي كان أبرز المرشّحين لخلافة الأمين العام،
حسن نصر الله، بعد اغتياله في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي: "ننعي إلى أمة الشهداء والمجاهدين، أمة المقاومة والانتصار، قائداً عظيماً وشهيداً كبيراً في طريق القدس، رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، الذي ارتقى إلى ربّه مع نخبة من إخوانه المجاهدين، صابراً محتسباً، إثر غارة صهيونية عدوانية".
من هو هاشم صفي الدين؟
برز اسم هاشم صفي الدين، كأبرز المرشحين لخلافة حسن نصر الله، بعد اغتياله، حيث يتشابه الاثنان في الهيئة الخارجية ويتشاركان العديد من الصفات، خاصّة في أسلوب الخطاب المباشر والواضح والحاسم. كما أنه عضو في (مجلس الجهاد) الذي يدير الجناح العسكري للجماعة.
ينحدر صفي الدين من عائلة شيعية معروفة في لبنان، وُلد في جنوب البلاد حيث تقطن أغلبية شيعية. وتلقّى دراسته الدينية في الحوزات العلمية بمدينة قم الإيرانية، ثم عاد إلى لبنان في تسعينيات القرن العشرين، لتولي مناصب قيادية داخل حزب الله.
يُعتبر صفي الدين الرّجل الثاني في حزب الله، بعد نصر الله، وهو ابن خالته وصهر قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني السابق، الذي استشهد عام 2020 في ضربة أمريكية ببغداد.
وتولّى رئاسة المجلس التنفيذي لحزب الله، الذي يُعتبر بمثابة حكومة الحزب، منذ عام 1998. كما يُعدّ أحد مؤسسي الحزب في لبنان عام 1982 خلال الاحتلال الإسرائيلي، وقد تلقّى تعليمه في النجف بالعراق وفي قم الإيرانية.
وأشرف صفي الدين على جهود إعادة إعمار الضاحية الجنوبية في بيروت، التي تعد معقلاً لحزب الله، بعد الدمار الذي خلفته غارات الاحتلال الإسرائيلي الجوية خلال حرب 2006 بين لبنان والاحتلال، حيث دُمرت أجزاء واسعة من المنطقة.
وفي خطاب ألقاه عام 2012، اعتبر صفي الدين أن جهود إعادة الإعمار بعد الحرب تمثل "انتصاراً جديداً" على الاحتلال الإسرائيلي.
في عام 2017، أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة الإرهاب، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية في عام 2018. وردّ على هذا الادراج وصف الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأسبق، دونالد ترامب، بأنها: "معاقة ومجنونة"، مؤكداً أنها: "لن تستطيع الصمود أو تحقيق أي مكاسب".
كذلك، أدرجته كل من السعودية والبحرين والإمارات في قوائم الإرهاب، حيث اتّهمته الرياض بأنه مسؤول عن عمليات لمصلحة حزب الله في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وتقديم استشارات بشأن تنفيذ "عمليات إرهابية"، بالإضافة إلى دعمه لنظام بشار الأسد.
وكان صفي الدين يعتبر أن العقوبات الأمريكية المفروضة على لبنان والدول التي لا تتّفق مع واشنطن هي حرب لا تقل أهمية عن الحروب العسكرية، وتهدف إلى تدمير الإنسان.
إلى ذلك، شهدت الأسابيع الماضية، اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت العديد من القادة البارزين في حزب الله، من بينهم فؤاد شكر وإبراهيم عقيل ومحمد سرور وأحمد وهبة وعلي كركي، الذي نجا من محاولتي اغتيال سابقتين.