استقبلت المنامة زيارة وزير الخارجية
الإيراني عباس عراقجي بموجة
غضب شعبية، ردا على تشكيك مسؤول إيراني بارز في عروبة المنامة، التي زعم أنها "انفصلت عن
وطنها الأم إيران"
وكان
وزير الخارجية الإيراني قد غادر طهران الاثنين في جولة إقليمية شملت
البحرين
والكويت، ليترأس وفدًا في سلسلة من المشاورات الإقليمية، لمتابعة لقاءاته
الدبلوماسية.
وصرح رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي،
الذي يقدم استشارات لمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، مشككا في عروبة البحرين، بأنها "انفصلت عن الوطن الأم إيران"، ما اعتبره الكثيرون تدخلاً في شؤون
البحرين الداخلية.
وأصدر عدد من نواب البرلمان البحريني، بيانا، استنكروا من خلاله التصريحات الإيرانية،
ووصفوها بأنها محض افتراء، ومحاولة لطمس الحقائق وتزييف التاريخ، ومحاولة واضحة
لتصدير الأزمات إلى الخارج، بدلاً من التركيز على الواقع المؤسف الذي تعيشه إيران
وشعبها.
ومن جانبه قال النائب أحمد صباح السلوم إن الشعب البحريني بكل مكوناته
وطوائفه يرفض رفضاً قاطعاً الادعاء الصادر عن خرازي، مشدداً على أن الادعاءات
الإيرانية محض افتراء وتدليس،
وأشار إلى أن التصريحات تقوض كل التحركات الرامية لاستئناف العلاقات بين
البلدين، وأنه من الأولى والأجدر، وفي ظل الأوضاع المتصاعدة في المنطقة، أن يكون
الخطاب الإيراني بشكل يحترم التاريخ والحقائق الدامغة، ويحترم دول الجوار، بدلاً من
إطلاق التصريحات المرفوضة غير المسؤولة.
وفي السياق ذاته قال النائب علي صقر الدوسري إن البحرين عربية إسلامية
الطابع والمضمون، قبل أن تكون جمهورية إيران إسلامية، ووصف تصريحات خرازي بأنها "خارج
نطاق التاريخ والعقل والمنطق والواقع".
وتعود العلاقات البحرينية الإيرانية إلى بداية القرن السابع عشر عندما حكمت
الدولة الصفوية البحرين لفترات متقطعة ابتداء من العام 1601 حتى العام 1783، وظلت
إيران تنظر إلى البحرين وكأنها جزء من إمبراطورية إيران، واستمرت هذه النظرة حتى
عام 1969 عندما استفتت الأمم المتحدة الشعب البحريني، الذي صوت لصالح استقلاله عن إيران،
وأنهت بريطانيا استعمارها البحرين، وأعلنت البحرين استقلالها في آب/ أغسطس 1971.
ودخلت العلاقات البحرينية الإيرانية، محطة جديدة، في يونيو الماضي، باتفاق
الطرفين على "إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين لدراسة
كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما".
وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، قد استقبل بقصر الصخير، الاثنين،
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء بحث أمور
التعاون الثنائي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة
للتهدئة وخفض التصعيد للوصول إلى حلول سلمية.
وتأتي هذه الزيارات ضمن إطار تحرك دبلوماسي أوسع يشمل المنطقة بأسرها
لمناقشة التطورات الإقليمية خاصة في ما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي في غزة ولبنان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مؤتمر صحفي الاثنين، حول
زيارة عراقجي إنه "بغض النظر عن بعض الخلافات مع بعض دول المنطقة، فقد أعطينا
الأولوية للتشاور للحفاظ على السلام والأمن".