كشفت الحكومة
السودانية عن أدلة جديدة في مواجهة اتهامات
الإمارات بشأن
قصف مقر سفيرها في
الخرطوم، حيث عرضت صورًا حديثة بالأقمار الصناعية على السفراء ورؤساء البعثات
الدبلوماسية تؤكد سلامة المقر وعدم تعرضه لأي هجوم جوي من قبل القوات المسلحة. هذا
العرض جاء ضمن جهود الحكومة السودانية لتفنيد مزاعم الإمارات، التي تدعي أن
الطيران السوداني استهدف مقر السفارة.
وبحسب
وكالة
الأنباء السودانية استعرض وزير الخارجية السوداني، حسين عوض، خلال اجتماع عُقد في
بورتسودان، الصور كدليل قوي على أن ادعاءات الإمارات كاذبة، مؤكدًا أن مقر سفير
الإمارات كان الوحيد من بين المقرات الدبلوماسية في الخرطوم الذي لم يتعرض لهجمات
أو تخريب من قبل مليشيا
الدعم السريع، على عكس العديد من السفارات الأخرى التي
عانت من الهجمات والنهب.
وقال وزير
الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الثقافة والإعلام، الناطق الرسمي باسم
الحكومة الدكتور جراهام عبد القادر إن سفارة الإمارات هي الوحيدة من بين المقرات
الدبلوماسية التي لم تتعرض لها قوات الدعم السريع ولم يطلها تخريب ولا سرقة كما
حدث لبقية المقار الدبلوماسية.
وأضاف أن الإمارات متورطة في دعم الجرائم التي ترتكبها قوات
الدعم السريع وأنها أطلقت هذه الفرية في هذا التوقيت للمداراة على جرمها في دعم
التمرد، مبينا أن الإمارات ضللت ومارست ضغوطا على بعض الدول والمنظمات لإصدار
بيانات لتعزيز وتأييد كذبتها بقصف المقر.
وكشف وزير
الخارجية عن جملة من البينات التي تؤكد مدى تقديم الإمارات الدعم والإسناد للتمرد
متطرقا إلى البينات التي تم الحصول عليها عقب هزيمة قوات الدعم السريع في منطقة
جبل موية وتحرير المنطقة خلال الأيام الماضية.
وقال إن
السودان يمتلك أدلة قوية تبين أن الإمارات أرسلت عددا كبيرا من شحنات الأسلحة إلى
دارفور، مشيرا إلى وجود تقارير كثيرة من جهات دولية محايدة ثبتت تسيير الإمارات
رحلات طيران أوصلت أسلحة ومعدات عسكرية لقوات الدعم السريع في دارفور.
وتوترت
العلاقات بين السودان والإمارات خلال الصراع الحالي، خصوصًا بعد الاتهامات الموجهة
للإمارات بتقديم دعم قوات الدعم السريع المسلحة، حيث كشف الوزير السوداني عن دلائل
تُظهر تورط الإمارات في نقل شحنات أسلحة إلى دارفور لدعم قوات حمدتي، وأشار الوزير
إلى أن الإمارات استخدمت المساعدات الإنسانية كغطاء لتقديم الدعم العسكري
للمليشيات، مستغلة شعارات منظمات دولية، مثل الصليب الأحمر، لإخفاء أنشطتها
العسكرية.
وأضاف الوزير
أن الإمارات مارست ضغوطًا على بعض الدول والمنظمات الدولية لإصدار بيانات تؤيد
روايتها حول قصف السفارة، في محاولة لتضليل الرأي العام الدولي والتغطية على دعمها
للتمرد المسلح.
ورغم
الاتهامات المتبادلة، أكدت الحكومة السودانية استعدادها للجلوس مع أي جهة تسعى
لتحقيق السلام العادل في البلاد، بشرط الالتزام بمقررات منبر جدة. هذا التأكيد
يأتي في وقت تحاول فيه السودان حشد المجتمع الدولي لدعم موقفها ضد ما تسميه
"العدوان الإماراتي" ودعمها للتمرد.