استعرض كتاب
"الحرب" للصحفي الأمريكي المخضرم بوب وودوورد نظرة حصرية خلف الكواليس على
تقييمات الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكذلك تطورات الأحداث السياسية في الشرق
الأوسط، خاصة العلاقات السعودية الإسرائيلية بعد الهجوم على غزة في السابع من تشرين
الأول/ أكتوبر 2023.
وتناول
الكتاب تفاصيل المناقشات بين
ولي العهد السعودي،
محمد بن سلمان، ووزير الخارجية
الأمريكي، أنتوني بلينكن، حول تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، قبل الهجوم، كان هناك
تفاؤل بشأن إمكانية
التطبيع، ولكن الوضع تغير بعد الأحداث.
ويرسم وودوورد
صورة للضغط الذي واجهه بلينكن أثناء زيارته للسعودية، حيث إنه تم إعداده ليبقى
مستيقظًا طوال الليل في محادثات مع ابن سلمان، ووصف بلينكن حينها ولي العهد بأنه
"
طفل مدلل" بسبب سلوكه المتعجرف.
أحد النقاط
الجوهرية التي تم تناولها هي مطالب ابن سلمان بإيجاد مسار لحل
القضية الفلسطينية
قبل أن يقوم بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل". ويذكر وودوورد أن ابن سلمان أعرب عن عدم
اهتمامه الحقيقي بالقضية، لكنه أدرك أنها ضرورية لأغراض سياسية.
ويقدم الكتاب
لمحة عن أسلوب ابن سلمان في التواصل، حيث إنه قام بإحضار حقيبة تحتوي على هواتف مؤقتة
غير قابلة للتتبع، ومن بين هذه الهواتف كان هناك هاتف مكتوب عليه "ترامب
45"، ما يشير إلى قرب علاقته بالرئيس الأمريكي السابق، بالإضافة إلى هاتف
يحمل اسم "جيك سوليفان"، مستشار الأمن القومي.
يقدم كتاب "الحرب" تحليلًا دقيقًا للعلاقات
المعقدة بين الولايات المتحدة والسعودية وتأثيرها على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. الكتاب ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو دراسة معمقة للعوامل النفسية
والسياسية التي تؤثر على اتخاذ القرارات في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت صحيفة
هآرتس العبرية كشفت أن جهود التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" كانت على وشك النجاح قبل
عملية طوفان الأقصى والعدوان الوحشي على قطاع غزة.
وقالت
الصحيفة إن العملية والموقف السعودي الذي تبعه قلبا الأمور رأسًا على عقب، ما جعل
تحقيق التطبيع في المستقبل القريب أمرًا مستبعدًا.
بحسب
الصحيفة، كانت "إسرائيل" تسعى بكل جهد لتهميش القضية الفلسطينية خلال المفاوضات مع
السعودية، في العديد من الاجتماعات الدبلوماسية، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو يشير إلى أن السعوديين غير مهتمين بالقضية الفلسطينية، وطلب
نتنياهو من الصحفيين نسب هذا الادعاء إلى "مصدر دبلوماسي رفيع"، ملمحًا
إلى أن الصفقة مع السعودية كانت تستند أساسًا إلى المصالح الاقتصادية والأمنية
المشتركة دون الحاجة إلى معالجة الملف الفلسطيني.