قال اللواء المتقاعد من جيش
الاحتلال إسحاق
بريك، إن إسرائيل دخلت مستنقعا، بسبب ثلاثة مجانين، ولن تخرج منه بحرب شاملة أو حرب
استنزاف تمر فيها، والحل التسوية السياسية فقط.
وأوضح بريك، في مقال له بصحيفة هآرتس
العبرية: "في الرد على إطلاق 181 صاروخا باليستيا من إيران، ينبغي لإسرائيل أن تختار أهدافا إيرانية لا
يؤدي الهجوم عليها إلى حرب، بمثابة نهاية فعل بتفكير مسبق. فالهجوم على آبار النفط
أو على المنشأة النووية في نطنز من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد قاس ونشوب حرب إقليمية
شاملة لا يحمد عقباها".
وأضاف: "من المهم
أن نفهم أن ضرب المنشأة النووية الإيرانية لن يوقف القدرة الإيرانية على إنتاج
قنابل نووية، بل في أفضل الأحوال سيعيق الإنتاج ببضعة أشهر فقط".
ولفت إلى أن "إسرائيل وحدها لا يمكنها تدمير المنشأة
النووية، المنتشرة في بضعة مواقع في عمق عشرات الأمتار فأكثر من تحت الأرض. وحتى
لو جاءت الولايات المتحدة لمساعدتنا، فإن هذه مهمة صعبة جدا على التحقق. الولايات
المتحدة التي ترى في النووي الإيراني خطرا عليها وعلى العالم كله، لم تخرج بنفسها إلى حرب لتدمير المنشأة النووية انطلاقا من الفهم بأن هجوما على إيران من شأنه أن
يشعل حربا عالمية مع محور الشر الجديد: روسيا والصين وايران".
وقال إنه في الأيام الأخيرة "اقترح علينا دونالد
ترامب مهاجمة النووي الإيراني. وأنا أسأل ترامب: لماذا لم تهاجم أنت، عندما كنت
رئيسا للولايات المتحدة وتدمر المنشأة النووية الايرانية، إذ أن قدرات دولتك تفوق
بمئات الأضعاف قدرات دولة إسرائيل؟ أنت تقدم لنا مشورة لم تتجرأ على تحقيقها
بنفسك رغم قوتك، مشورة ترامب هي مشورة أحيتوبول، قبولها سيلحق ضررا رهيبا بدولة إسرائيل ومن شأنه أن يؤدي إلى نقطة اللاعودة".
وتابع: "ليست هذه
هي المرة الأولى التي أكتب فيها أن بنيامين نتنياهو ويوآف غالنت وهرتسي هاليفي،
يراهنون على مجرد وجود دولة إسرائيل، فبقرار غير حكيم واحد من شأنهم أن يشعلوا
نارا متعددة الجبهات في كل الشرق الأوسط، هم لا يفكرون للحظة باليوم التالي. هم
يعيشون سكرة أحاسيس بلا أي تفكر ويستمتعون بريح إسناد من جانب كثيرين ممن لا
يفهمون الواقع المتشكل حولهم. عندما تضربنا الكارثة سيكون قد فات الأوان. ومثلما
هرب الثلاثة من مسؤوليتهم عن اليوم الأكثر سوادا في تاريخ إسرائيل، 7 أكتوبر 2023،
هكذا سيهربون من مسؤوليتهم حين تنهار الدولة في حرب استنزاف متعددة الساحات".
وقال بريك، إن "هؤلاء المجانين الثلاثة يتخيلون أنهم
قادرون على أن يقضوا على حماس وحزب الله ويقضوا على حكم آيات الله في إيران.
المصابون بجنون العظمة غير مستعدين لأن يقبلوا أي تسوية كي يحرروا المخطوفين، مع
أن غالانت وهاليفي يتحدثان عن تحرير المخطوفين، لكن طريقة عملهما في الميدان تدل
على أن كل هذا ظاهري فقط ومن الشفة إلى الخارج، لإعادة النازحين إلى بيوتهم، لوقف
الانهيار الاقتصادي، لترميم العلاقة التي أضعناها مع دول العالم ولإنقاذ المجتمع
في إسرائيل الذي ينهار في داخل نفسه".
وشدد على أنهم "يريدون تحقيق كل شيء بواسطة الضغط العسكري،
وفي نهاية اليوم لن يحققوا شيئا. يضعون إسرائيل على عتبة وضعين متعذرين: الأول،
انفجار شامل في الشرق الأوسط حين سيقاتلنا كل العالم العربي المعادي لنا بذروة القوة
التي تحت تصرفه، في ظل إطلاق الصواريخ والمقذوفات الصاروخية إلى مراكزنا السكانية.
الوضع المتعذر الثاني، استمرار حرب الاستنزاف".