مع تصاعد
التوترات في قطاع غزة ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي حربه على القطاع،
تواجه نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، كامالا
هاريس،
تحديًا كبيرًا في استمالة أصوات المسلمين الأمريكيين، حيث يشعر المجتمع المسلم بالإحباط
من سياسات الإدارة الحالية تجاه الحرب في الشرق الأوسط.
وفي محاولة
لتعزيز موقفها الانتخابي، أعلن عدد من الأئمة البارزين دعمهم لهاريس في رسالة
مفتوحة نُشرت عبر شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، وشارك في توقيع
الرسالة 25 إمامًا، أكدوا فيها أهمية اتخاذ قرارات مدروسة في التصويت، معتبرين أن
هاريس "الخيار الأفضل" لإنهاء النزاعات في غزة ولبنان، مقارنة بالخيارات
الأخرى المطروحة.
وعبر الأئمة عن
خشيتهم من عودة الرئيس الجمهوري السابق دونالد
ترامب إلى الحكم، واصفين هذا
السيناريو بأنه "خطر كبير" على المجتمع المسلم في
الولايات المتحدة. كما
حذّر الموقعون على الرسالة من أن التصويت لمرشح ثالث في الولايات المتأرجحة قد
يؤدي إلى تعزيز فرص فوز ترامب في الانتخابات المقبلة.
وأشار الأئمة
إلى مسؤوليتهم تجاه حماية مجتمعهم من المخاطر المحتملة التي قد تنتج عن قرارات
تصويت غير محسوبة، مؤكدين أهمية توجيه أصوات المسلمين نحو هاريس، لضمان حماية
مصالحهم.
وتأتي هذه
الرسالة في وقت تعاني فيه حملة هاريس من نقص الدعم الملحوظ من قيادات الجالية
المسلمة، خصوصًا مع توجّه بعض الجماعات المسلمة لدعم مرشحين من أحزاب صغيرة مناهضة
للحرب. وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز"، يعد توقيع هذه الرسالة خطوة هامة
لجذب تأييد الناخبين المسلمين، خاصة في الولايات الحاسمة مثل ميشيغان، بنسلفانيا،
وجورجيا.
وقال محمد
السنوسي، أحد قادة المجتمع المسلم، الذي ساهم في إعداد الرسالة، إن الأئمة
الموقعين يمثلون مجتمعات كبيرة في تلك الولايات المتأرجحة. وأعرب عن تفاؤله بأن
هذه الرسالة قد تُحدث تغييرًا في مواقف بعض الناخبين المترددين.
ذكرت مجلة
"بوليتيكو" الأمريكية أن حملة هاريس تعمل جاهدة للتواصل مع الناخبين
المسلمين، خاصة في ظل تراجع شعبيتها بين الناخبين ذوي التوجهات اليسارية في
الولايات المتأرجحة، الذين أعربوا عن استيائهم من موقفها تجاه النزاع في غزة. ورغم
تأكيدها المتكرر على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، حاولت هاريس
إظهار التعاطف مع الضحايا المدنيين في غزة لتوازن موقفها.
وفقًا لمركز بيو
للأبحاث، يبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة حوالي 3.45 مليون نسمة، وغالبًا
ما يميل الناخبون المسلمون إلى دعم الحزب الديمقراطي. إلا أن الغضب من مواقف هاريس
الأخيرة قد يشكل تحديًا لحملتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة.