سياسة دولية

مئات السوريين يتظاهرون في هولندا رفضا لتصنيف سوريا "آمنة" لعودة اللاجئين (شاهد)

"العفو الدولية" شددت على عدم وجود مكان آمن لعودة اللاجئين في سوريا- الأناضول
تظاهر مئات اللاجئين السوريين في مدينة أوترخت الهولندية احتجاجا على تقارير أشارت إلى عزم السلطات على إعادة تقييم الوضع السائد في سوريا وتصنيف بعض المناطق على أنها "آمنة"، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس سلبا على ملفات طالبي اللجوء.

وأظهرت لقطات مصورة متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، المئات من السوريين وهم يحملون الأعلام السورية في شوارع المدينة الهولندية.


وردد المتظاهرون، الأحد الماضي، شعارات مطالبة بإسقاط النظام السوري، رافضين فكرة أن تكون سوريا آمنة للعودة في ظل تقارير عن الاعتداءات والاحتجازات التعسفية بحق عائدين إلى مناطق النظام والقوى المتحالفة معه.


وكانت تقارير صحفية تحدثت عن عزم وزيرة اللجوء والهجرة الهولندية، ماروليين فابر، النظر في إمكانية  تصنيف مناطق في سوريا على أنها "آمنة" لعودة اللاجئين إليها.

يأتي ذلك بالتزامن مع تحركات أوروبية تسعى لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد وإعادة تشكيل موقف الاتحاد الأوروبي من النظام السوري، بما في ذلك التخلي عن "اللاءات الثلاث" المتعلقة بالتطبيع وإعادة الإعمار ورفع العقوبات.

وفي تموز/ يوليو الماضي، أعلنت إيطاليا عن استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري، كما أنها عينت المبعوث الخاص لوزارة الخارجية حاليا إلى سوريا ستيفانو رافانيان، سفيرا لها، لتصبح بذلك أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق.


ومع هدوء المعارك في أغلب الأراضي السورية وتوجه العديد من الدول إلى التطبيع مع النظام السوري مثل السعودية والإمارات، أو العمل على استئناف العلاقات مثل تركيا، يتخوف اللاجئون السوريون من إمكانية إعادتهم إلى سوريا في ظل التقارير حول تواصل الاعتداءات بحق عائدين.

وفي أيار/ مايو الماضي، شددت منظمة العفو الدولية على اتفاق منظمات حقوق الإنسان بالإجماع على عدم وجود أي مكان في سوريا يمكن اعتباره آمنا لعودة اللاجئين إليه.

وتعاني سوريا من صراع داخلي منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011، التي تحولت بفعل العنف والقمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام السوري إلى حرب دموية، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف ودمار هائل في المباني والبنى التحتية، بالإضافة إلى كارثة إنسانية عميقة لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها.