حقوق وحريات

"جمعة الوفاء".. هيئات مغربية تتأهّب لنصرة الأقصى بذكرى إحراقه الـ55

فعاليات جمعة "طوفان الأقصى" مستمرة للأسبوع الـ45 على التوالي- الأناضول
بالتزامن مع ذكرى حرق المسجد الأقصى المبارك، الـ55، الذي كان في الخميس 21 أغسطس 1969، على يد شخص أسترالي الجنسية. دعت عدد من الهيئات المغربية، إلى مواصلة التظاهر، للجمعة الـ46 على التوالي، وذلك منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ حيث يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في اقتراف جُملة جرائم بحق الأهالي في قطاع غزة المحاصر.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد دعت الشعوب العربية والإسلامية، في أنحاء العالم، إلى "التظاهر الجمعة المقبل، نصرة لغزة والقدس والمسجد الأقصى".

وقالت الحركة، عبر بيان لها: "ندعو جماهير شعبنا وأمتنا والأحرار في كل العالم إلى النفير العام والاحتشاد في كل الساحات والمدن والعواصم، وجعل يوم الجمعة القادم 24 أغسطس يوماً حاشداً وفاعلاً للانتصار والتضامن والدفاع عن غزة والقدس والمسجد الأقصى".

كذلك، شدّدت حماس على أن "المسجد الأقصى ومدينة القدس سيبقيان عنوان الصراع مع العدو الصهيوني"، مبرزة أنه "لا سيادة ولا شرعية للاحتلال على شبر من المسجد الأقصى، فهو وقف إسلامي، كان وسيبقى، ولن تفلح كل محاولات الاحتلال ومخططاته في تهويده أو تغيير معالمه، أو طمس هويته، أو تقسيمه زمانياً ومكانياً".

واستجابة لدعوات حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، نظّمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، الأربعاء 21 آب/ أغسطس الجاري، وقفة احتجاجية، أمام البرلمان المغربي، بالعاصمة الرباط، من أجل تخليد الذكرى الـ55 لجريمة إحراق المسجد الأقصى، وذلك ضمن فعاليات "أسبوع المسجد الأقصى المبارك التي دعت إليها تزامنا مع الذكرى الـ55 لجريمة إحراقه".

من جهتها، قالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في بيان لها، وصل "عربي21" نسخة منه: "إن فعاليات جمعة الوفاء لغزة والأقصى، تأتي استمرارا للحراك الشعبي المغربي الداعم لغزة، واستنكارا للاقتحامات التي يتعرض لها المسجد الأقصى من طرف المتطرفين اليهود"؛  داعية إلى "مواصلة دعم صمود الشعب الفلسطيني".

وأدانت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، الدعم الأمريكي لجيش الاحتلال الإسرائيلي "الذي ما زال يمارس أبشع صور القتل والتدمير والتهجير القسري"، مؤكدة في الوقت نفسه على رفضها "التّطبيع الرسمي مع قتلة الأطفال والنساء".

كذلك، كانت الهيئة، قد دعت للتظاهر يوم الجمعة 16 آب/ أغسطس، احتجاجا على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بقيادة سياسيين إسرائيليين، والتي خلّفت عددا من الردود المتسارعة، والاستنكار الكبير، وأيضا عددا من الإدانات الرسمية.

وفي بلاغ لها، قالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إن "فعاليات جمعة طوفان الأقصى القادمة والمستمرة للأسبوع الـ45 على التوالي منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، تأتي تنديداً بالاقتحامات الأخيرة للمسجد الأقصى المبارك".

إلى ذلك، حثّت الهيئة، المغاربة، على المشاركة الواسعة فيها تحت شعار: "أقصانا في العيون" دعماً لصمود الشعب الفلسطيني، واستنكارا لاستمرار المجازر الوحشية في حق أهل غزة وكل فلسطين، والتي خلّفت أكثر من 40 ألف شهيد منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

وفي السياق نفسه، عاشت العاصمة الرباط، الأربعاء 14 آب/ أغسطس 2024، على إيقاع وقفة احتجاجية شعبية، دعت إليها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين تنديداً بهذه الاقتحامات، وللمطالبة بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي وإنهاء العلاقات مع دولة الاحتلال، ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

أمّا على المستوى الرّسمي، أدان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، "مجزرة الفجر" و"الاستفزازات" التي قال إنها لا تساعد على الهدنة.

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن "الملك محمد السادس باعتباره رئيسا للجنة القدس التابعة لمجلس التعاون الإسلامي، أدان هذه الاستفزازات التي لا تساعد على التهدئة وتمس مشاعر المسلمين، وتغذي الكراهية في المنطقة".

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، قد كشفت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن ما يقرب من 3000 مستوطن ومتطرف قد اقتحموا المسجد الأقصى، الثلاثاء 13 آب/ أغسطس 2024، بينهم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير البناء والإسكان، يتسحاق غولدكنوبف، وعضو في الكنيست الإسرائيلي، بمناسبة ذكرى ما يصفونه بـ"خراب الهيكل"، وذلك تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

ولليوم الـ321 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب المجازر المروعة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية ومراكز الإيواء.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ40 ألف شهيد، وأكثر من 91 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.