حقوق وحريات

"عربي21" تنشر رسالة مسربة عن الانتهاكات بحق معتقلي "الوادي الجديد" بمصر

المعتقلون يستغيثون بمنظمات حقوق الإنسان الدولية والأوروبية - جيتي
وجه المعتقلون في سجن الوادي الجديد بمصر، نداء استغاثة بسبب الانتهاكات التي يتعرضون لها بشكل مستمر.

وحصلت "عربي21" على نسخة من رسالة مسربة وجهها المعتقلون إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية والأوروبية والكونغرس الأمريكي في محاولة للنجاة بأرواحهم مما يصفوه بذل وتعامل غير آدمي.

وقال المعتقلون في رسالتهم "نداء استغاثه من معتقلي منفى الوادي الجديد إلى جميع منظمات حقوق الإنسان الدولية والأوروبية وإلى الكونجرس الأمريكي وإلى كل من له قلب نوجه إليكم هذه الاستغاثة لما نتعرض له من إهانة وذل وتعامل غير آدمي متعمد من إدارة السجن واعتمادهم على أن هذا السجن لن تسمع له صرخات وتأوهات لقلة الزيارات الأهلية وصعوبة التواصل معهم أثناء الزيارة ولأن هذا السجن يقع في عمق الصحراء".





وأضاف المعتقلون من خلال الرسالة أنهم " يتذوقون مرار وشتى أنواع العذاب البدني والنفسي إلا أن الله سخر لنا برحمته من يوصل أصوات صرخاتنا إلى مسامع البشر لنشكو معاناتنا إليكم التي بدأت وتبدأ دائما مع كل معتقل يدخل هذا المكان بداية من الاستقبال (التشريفة) وما نتعرض له من ضرب مبرح من قبل المخبرين وعساكر الأمن المركزي والتجريد من الملابس والسب بالأهل واستمرار الضرب بالعصي والكرابيج وأسلاك الكهرباء لعدة ساعات متواصلة حتى يغشى علينا فاقدين للوعي وحينما تفق تجد نفسك بغرفة (التأديب) انفرادي بالملابس الداخلية فقط ولا غيرها غرفة فارغة تماما مساحتها متر في 2 متر لا يوجد بها حمام ولا مياه ولا أي شيء فقط كل ما بها هو 4 جدران وتستمر في هذه الغرفة 6 أشهر على الأقل وقد تصل إلى سنه أو عدة سنوات كما هو الحال الآن مع بعض المعتقلين".

وتابعت الرسالة، "وفي هذا المكان يتم حرمانك من الماء ومن الطعام حيث يتم دخول كيس مياه واحد للفرد يوميا لا يتعدى اللتر وكذلك رغيف خبز واحد فقط مما جعل المعتقلين في هذا المنفى عبارة عن هياكل عظمية وبديل الحمام تسليمك كيس فارغ في صباح كل يوم لتقضي فيه حاجتك في الوقت الذي لا تجد فيه الماء للنظافة الشخصية".





وأردفت الرسالة أنه "وبعد قضاء مدتك في هذه المرحلة يتم انتقالك إلى مرحلة آخري من العذاب ألا وهي غرفة المصفحة وهي لا تختلف كثيرا عن غرفة التأديب إلا إنها غرفة جماعية مساحتها 4 متر في 4 متر بدون حمام أيضا ويسكن بها 65 فرد فأكثر بدون أيضا سوى سترة واحدة ميري وبدون أي أدوات نظافة مما جعل بصمة كل من يدخل هذه الغرفة هي الإصابة بالجرب وأمراض جلدية غير معروفة، وتعتبر هذه الغرفة هي المنبع الرئيسي لانتشار البق والقمل مما جعل المعيشة فيها أمر مستحيل لولا رحمات الله التي تتنزل علينا، ونستمر في هذه المرحلة من مدة شهرين إلى 6 شهور".

وأشار المعتقلون إلى أنه بعد الانتهاء من تلك المرحلة يتم الانتقال بعدها إلى مرحلة أخرى من العذاب وهي غرفة الدواعي ومساحتها 6متر في 4 متر ويسكن بها 30 فرد بدون أدوات نظافة أيضا ولا تختلف كثيرا عن المصفحة إلا بوجود الحمام فقط وتستمر هذه المرحلة أيضا من شهرين إلى 6 شهور.





وينتقل بعدها المعتقلون إلى غرفة التسكين في وضع يختلف تماما عن تسكين باقي السجون، وتستمر معاناتك من التغذية و إغلاق التريض والإهمال الطبي وسوء أحوال الزيارة مصاحبين لك طوال مكوثك بهذا السجن في حالة من العزلة التامة.

وأضاف المعتقلون أنه لا أحد من معتقلي السجن يخرج من غرفته سواء لزيارة أو لمقابلة أحد أفراد إدارة السجن أو إلى التأديب أو إلى غيره إلا ويتم "كلبشته" من الخلف وتغميته حتى يرجع إلى غرفته مما جعل هؤلاء المعتقلين لا يعلموا أي شيء عن هذا السجن سوى الغرف التي يسجنون فيها.





وأشار المعتقلون إلى أن وهذه المعاناة لم تتوقف عند المعتقلين فقط ، بل وصلت لأهالي الذين يأتون من سفر يتعدى الـ 12 ساعة ذهابا فقط حتى يجدوا تعامل سيْ جدا من المخبرين وإدارة السجن من تعنتهم مع بعض الأهالي وعدم السماح لهم بالزيارة، والجزء الآخر ممن سمح لهم بالزيارة تكون خلف سلك لمده لا تتعدى الـ 7 دقائق، مع تعمد خروج المعتقلين لأهاليهم في وضع مهين حتى يزداد الضغط النفسي على الأهالي.





وقال المعتقلون من خلال رسالتهم المسربة إن الأمر تمادى مع الأهالي وتم التعدي عليهم عدة مرات، وكان من ضمن تلك التعديات تعدي مخبر الأمن (عادل) على أخت معتقل بأن يأمر المخبرات اللاتي يقمن بتفتيش النساء بخلع ملابسها في التفتيش في محاولة لإرهاب الأهالي، مشيرين أن تلك الممارسات وأكثر يتم بتعليمات بإشراف رئيس المباحث يدعي "حسام الدسوقي" والمأمور" سليمان حيدر" وضباط الأمن الوطني "أحمد ياسر" و "شهاب" ومخبر الأمن الوطني "عادل".

وأنهى المعتقلون رسالتهم بتكرار الاستغاثة إلى كل منظمات حقوق الإنسان مطالبين بإغلاق سجن تماما.