قالت المعلقة والصحفية الإسرائيلية، سمدار بيري، إن الردود الباهتة التي صدرت من
الدول العربية "المعتدلة" على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، كانت لافتة ومن الصعب تجاهلها، فـ"لم يذرف أحد من هؤلاء دمعة عليه".
وكشفت بيري أنها "أُخبرت" من مسؤولين إسرائيليين في الغرف المغلقة، أن الدول العربية "المعتدلة"، معجبة بالنشاط الاستخباراتي الإسرائيلي الدقيق في المنطقة، مشيرة إلى أن أجهزة الاستخبارات في كل من الدول العربية المعتدلة، وكذلك في سفاراتها بطهران، يحاولون تقدير أو تخمين أين سيتم الانتقام
الإيراني، وعلى أي هدف إسرائيلي.
دولة خرجت منها الضربة
ورأت أنه من المثير متابعة ومراقبة طبيعة العلاقات بين الدول العربية "المعتدلة" وتلك الدولة المجاورة لإيران، و"التي لا يُسمح بتسميتها"، وخرجت منها الضربة الدقيقة المنسوبة لـ"إسرائيل"، مشيرة إلى أنه "حتى الآن، تستفيد هذه الدولة من الدعم الاقتصادي من دول الخليج والسعودية، ولا توجد مؤشرات على تغيير في هذا الدعم".
ولفتت بيري إلى أن "لدى السعودية، الأردن، مصر، الإمارات والمغرب تاريخ طويل وحافل مع حركة الإخوان المسلمين التي أنشأت حماس، ولا ينبغي أن ننسى السنة الدرامية التي حكم فيها محمد مرسي مصر كعضو بارز في جماعة الإخوان المسلمين، قبل أن يطرد من السلطة بأمر من الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، حيث حوكم وتوفي فجأة في المحكمة ودُفن في جنازة متواضعة بدون مراسم رسمية أو علم مصر على نعشه".
حرب ضد الإخوان
وأضافت: "مصر، السعودية، البحرين، الأردن والمغرب، وأيضاً أبوظبي يقودون منذ فترة طويلة حرباً ضد جماعة الإخوان المسلمين. السيسي يستمر في وضع قوات شرطة خاصة بجوار المساجد المثيرة للمشاكل. إذا تم الكشف عن أنشطة غير مشروعة، يتم إرسال المشاركين في الاجتماعات السرية إلى السجون في ظروف مهينة. البعض يموت والبعض الآخر ينجو بالفرار".
وتابعت: "وفي الأردن، تم حظر أنشطة الإخوان. فقط خالد مشعل يحصل على تصريح دخول مرة في السنة لزيارة عائلية تحت غطاء من الكاميرات. وفي المغرب، صدر بيان تحذيري شديد ضد حماس، بينما في السعودية، التي أصدرت أمس بياناً مقتضباً عن التصفية، لا يتم ذكر اسم هنية في وسائل الإعلام".