سياسة عربية

المعركة الطاحنة بين مقاتلي الطوارق وفاغنر بمالي كانت للسيطرة على منجم للذهب

طائرة مروحية للجيش المالي تمكن الطوارق من إسقاطها- إكس
قال ممثل لتحالف جماعات من الطوارق، في شمال مالي، إن المعارك الطاحنة التي خاضوها، ضد قوات فاغنر، والجيش المالي، كانت من أجل السيطرة على منجم للذهب في قرية إخربان جنوب بلدة تينزاواتن.

وأشار سيد بن بيلا، إلى أن "المعارك بدأت في أول نهار يوم الخميس، حينما هاجمت قوات من مجموعة فاغنر إلى جانب قوات مالية مقلعا للذهب جنوب بلدة تينزاواتن، وهي المنطقة التي يعيش فيها الشعب الأزوادي بمخيمات نزوح بعدما هجرتهم هجمات تشنها القوات المالية وحلفاؤها الروس، إلى جانب تنظيم داعش".

وفقدت الجماعات الانفصالية المسلحة السيطرة على مناطق عدة في شمال مالي في نهاية 2023 بعد هجوم شنه الجيش، بلغ ذروته بسيطرة قوات باماكو على مدينة كيدال، معقل الانفصاليين.

واعتبر بين بيلا أن "المعركة لم تكن متكافئة بالمرة في البداية حيث العشرات من قوات فاغنر والماليين يحاولون السيطرة على مقلع للذهب في إخربان الذي تسيطر عليه في الأساس القوات الأزوادية" بحسب الحرة.

لكن في ساعات المعركة الأولى سرعان ما انقلب الموقف بأكمله لصالح "القوات الأزوادية"، إذ هبت عاصفة رملية شديدة للغاية عصفت بالجنود الماليين وحلفائهم الروس، حسب بن بيلا، الذي ذكر أن "قواتنا التي تعرف جيدا القتال في العواصف الرملية والتضاريس الصعبة واصلت صد الهجوم، حتى تحقق النصر".


وأضاف أن "المعارك التي دارت ما بين قرية آشبريش ومقلع الذهب في إخربان، كانت عنيفة للغاية، فيما ساعدت العاصفة الرملية في الحد من إمكانية وصول قوات دعم للروس والماليين".

وأوضح بن بيلا أن القوات الانفصالية "نجحت خلال المعارك في إسقاط طائرة هليكوبتر جاءت للدعم والمساندة في اليوم الأول، فيما تم استهداف مروحية ثانية كانت تحاول انتشال الجثث والجرحى من الروس والماليين".

وذكر عدد من المدونين العسكريين الروس، الأحد، أن 20 شخصا على الأقل من مجموعة فاغنر قتلوا في كمين بالقرب من الحدود الجزائرية.

فيما نشرت قناة "رازغروزكا فاغنيرا" على تلغرام، الإثنين، بيانا منسوبا إلى مجموعة فاغنر، تناقلته وسائل إعلام روسية رسمية، وجاء فيه "في الفترة من 22 إلى 27 يوليو 2024، خاض جنود القوات المسلحة المالية ومقاتلو المجموعة الهجومية 13 من فاغنر معارك عنيفة مع مسلحي تنسيقية حركات أزواد والجماعة الإرهابية المحظورة في روسيا وتنظيم القاعدة في الساحل".


وكان يقود مقاتلي فاغنر سيرغي شيفتشينكو الذي يلقب "براود"، حسب نص البيان، الذي أشار إلى "عاصفة رملية حدثت وسمحت للمتطرفين بإعادة تجميع صفوفهم وزيادة أعدادهم إلى 1000 شخص. ومن ثم تصعيد الهجمات، مما أدى إلى خسائر في صفوف فاغنر والقوات المسلحة المالية".

تصاعدت حدة المواجهات العسكرية بين ما يعرف بتنسيقية حركات أزواد التي يقودها متمردو الطوارق والحكومة المركزية في مالي مؤخرا لتعيد الصراع في الدولة الأفريقية للواجهة مجددا بعد أعوام من الهدوء الهش.

ومنذ عام 2012، تشهد مالي أزمة أمنية عميقة بدأت في الشمال وامتدت إلى وسط البلد وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.